وسط استمرار الأزمة التى أعقبت استفتاء الانفصال فى كردستان العراق، أكد المتحدث باسم الحكومة العراقية سعد الحديثى، أن بغداد لم تطرح الخيار العسكرى مع أربيل وحريصة كل الحرص على عدم الوصول له. وقال الحديثى - فى تصريح خاص لقناة العربية الحدث الإخبارية أمس - "إن بغداد حريصة كل الحرص على عدم اللجوء لخيار القوة فى التعامل مع أربيل"، مشيرا إلى تعدد الإجراءات الدستورية والقانونية والسياسية والتجارية والاقتصادية الأخرى التى يمكن اللجوء لها، موضحا أن المواطنين العراقيين والأكراد لا فرق بينهم ومتساوون كمواطنين. وكان المتحدث باسم الحكومة العراقية قد أعلن - فى وقت سابق - عددا من القرارات التى اتخذتها الحكومة الاتحادية والتى سيكون لها دور فى الحفاظ على وحدة العراق وعدم السماح بأى اقتطاع لأى جزء من البلاد. وتصدر أربيل النفط عبر شبكة أنابيب أنشئت حديثا تصل إلى ميناء جيهان التركي. كما وضعت أربيل يدها على نفط محافظة كركوك المتنازع عليها مع حكومة بغداد، منذ الهجوم الكبير الذى نفذه تنظيم الدولة الإسلامية فى شمال العراق فى يونيو 2014 . ومن ناحية أخرى، أعلنت مديرة مطار أربيل فى كردستان العراق تالار فائق صالح، تعليق جميع الرحلات الدولية من المطار وإليه اعتبارا من مساء اليوم. وقالت - وفقا لقناة ( العربية ) الإخبارية - " إن جميع الرحلات الدولية، من دون استثناء من مطار أربيل وإليه ستعلق اعتباراً من الساعة السادسة بتوقيت جرينتش من مساء اليوم -الجمعة- إثر قرار مجلس الوزراء العراقى ورئيس الحكومة حيدر العبادي". ومن جانبها، أعلنت الخطوط الجوية القطرية تعليق رحلاتها إلى كردستان العراق لمدة ثلاثة أيام"بناء على طلب من سلطة الطيران المدنى العراقية". وأمهل رئيس الوزراء العراقي، القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، إدارة الإقليم ثلاثة أيام لتسليم المطارات، والمنافذ الحدودية، معلنا حظر الطيران الدولى من وإلى أربيل والسليمانية بعد انقضاء هذه المهلة، وأعلنت العديد من شركات الطيران الدولية وقف رحلاتها إلى مطارى الإقليم، مثل شركة الشرق الأوسط اللبنانية وشركة مصر للطيران. وفى أنقرة، وصف الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، استفتاء انفصال إقليم كردستان شمالى العراق بالمغامرة، التى يجب أن تنتهى، مشددا على أن أنقرة قادرة على التعاطى مع هذه الإشكالية كما تفاعلت من قبل مع الأزمة السورية . واعتبر أردوغان فى كلمته فى حفل تخرج دفعة جديدة من أكاديمية الشرطة فى أنقرة، أن "إدارة إقليم كردستان العراق ألقت نفسها فى النار من خلال خطوة الاستفتاء"، مشددا على أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدى"، قائلا: "سنوقف الفتنة فى العراق كما أوقفناها فى سوريا"، مشدداً على أن انفصال الإقليم "مغامرة ولابد أن تنتهى بخيبة أمل". وفى وقت سابق، أعلن المكتب الصحفى لرئيس الوزراء العراقى، حيدر العبادى، تلقيه اتصالا هاتفيا من نظيره التركى بن على يلدريم، أكد خلاله الأخير دعم بلاده لقرارات مجلسى الوزراء والبرلمان بشأن استفتاء استقلال إقليم كردستان العراق. وقد تعهدت الحكومة التركية بحصر التعامل مع الحكومة الاتحادية فى بغداد فى موضوع تصدير النفط، حسبما ذكر بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادى.