تشهد العواصم الأوروبية حراكا سياسيا مكثفا للمعارضة القطرية لفضح ممارسات نظام أمير قطر تميم بن حمد ودعمه للإرهاب، وذلك فى الوقت الذى تصدت فيه المعارضة لمحاولات الدوحة الضغط على بريطانيا من أجل إلغاء مؤتمرها الذى ينطلق اليوم فى العاصمة لندن. وفى وارسو، انطلق أمس مؤتمر «الحركة العالمية لمكافحة إرهاب قطر»، حيث أوصى المشاركون فى المؤتمر بتجميد الأموال القطرية فى البنوك الأوروبية كافة، خشية استخدامها فى تمويل عمليات إرهابية فى المستقبل. ودعا المؤتمر العواصم الأوروبية إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة على غرار ما فعلت مصر والسعودية والإمارات والبحرين منذ أكثر من 3 أشهر. وناقش المؤتمر، الذى عقد على هامش مؤتمر منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، الدور القطرى فى دعم الإرهاب وتمويله، وتطرق إلى ضرورة التصدى لهذا الأعمال فى أكثر من مكان فى العالم. وأكد المشاركون على ضرورة تكاتف الجهود من أجل وقف الدور الذى تلعبه قطر فى تمويل الإرهاب فى أوروبا والشرق الأوسط، ودعمها للفكر المتشدد، وإيوائها للإرهابيين على أراضيها. وطالب المؤتمر بتشكيل محكمة جنائية أوروبية لبحث وحصر الجرائم الإرهابية التى ارتكبتها قطر فى حق كثير من بلدان العالم. وفى غضون ذلك، أعلنت المعارضة القطرية أن برنامج مؤتمر «قطر فى منظور الأمن والاستقرار الدولي» تم وضعه فى ظروف روعى فيها السرية التامة، وذلك بسبب محاولات الدوحة تخريب المؤتمر والضغط على أعضاء من البرلمان البريطانى لمقاطعته. وقال خالد الهيل، المتحدث الرسمى باسم المعارضة القطرية، إن «المؤتمر يهدف إلى إبراز حقائق الأمور التى تشهدها قطر، وإلى إفساح المجال للتعبير عنها فى ظل سياسة تكميم الأفواه التى تمارسها قطر». ويناقش المؤتمر خمس محاور، هى «قطر: الإسلام السياسى ودعم الإرهاب»، و«العلاقة بين قطروإيران: مصدر رئيس لعدم الاستقرار الإقليمي»، و«الدور الغائب: تطلعات قطر للنفوذ العالمى فى مقابل الديمقراطية وحقوق الإنسان- ويتطرق إلى مخالفات القوانين الدولية لحقوق الإنسان، وخاصة بتسليط الضوء على ملف تنظيم كأس العالم لسنة 2022»، و«الجزيرة: صوت الإعلام الحر أم بوق الإرهاب؟»، و«الدائرة المفرغة: الاقتصاد والجيوسياسية وأمن الطاقة الدولية». ومن جانبه، علق ثامر السبهان وزير الدولة لشئون الخليج العربى فى السعودية على وصف قطرإيران بأنها دولة «شريفة» فى اجتماع لجامعة الدول العربية بالقول »عن أى شرف يتحدثون؟». وتابع السهبان فى تغريدة كتبها على تويتر : «القتل والإرهاب والطائفية وتدمير الأمم أصبح فى قاموسهم شرفا ونصرا! هنيئا لكم هذا الشرف الذى نتبرأ منه، الحمد لله على نعمة العقل». وفى تطور آخر، بحث محمد بن زايد ولى عهد أبو ظبى مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب جهود حل الخلاف مع قطر والعلاقات الثنائية وسبل تعزيزها. وذكر البيت الأبيض فى بيان أن ترامب بحث مع محمد بن زايد «جهود حل الخلاف المستمر مع الدوحة»، وأن الرئيس الأمريكى أكد على «أهمية وحدة شركاء الولاياتالمتحدة فى المنطقة وحاجة جميع الدول إلى فعل المزيد لقطع التمويل عن الجماعات الإرهابية، وكشف زيف الأيديولوجية المتطرفة، وهزيمة الإرهاب». وفى الوقت ذاته، قال أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتى للشئون الخارجية إن الكرة فى ملعب قطر للتعامل مع مطالب الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب. وفى ظل محاولات الدوحة المستمرة نفى التأثير الاقتصادى لأزمتها مع الرباعى العربي، كشفت وكالة «موديز» للتصنيف الائتمانى عن أن قطر تواجه تكاليف اقتصادية ومالية واجتماعية كبيرة، وهو ما أثر بحدة كبيرة على قطاعات مثل التجارة والسياحة والبنوك. وقدرت «موديز» أن قطر استخدمت 38،5 مليار دولار، أى ما يعادل 23% من الناتج المحلى الإجمالي، لدعم الاقتصاد فى الشهرين الأولين عقب قطع العلاقات. وأضافت أنها لا تتوقع أن تجمع قطر تمويلا فى أسواق رأس المال العالمية هذا العام، مضيفة «وهذا من شأنه أن يعرض قطر لارتفاع فى تكاليف التمويل خلال الوقت الحاضر».