منذ تولى الأرحنتينى هيكتور كوبر مسئولية تدريب منتخب مصر والملقب بالفراعنة ،لم تعد للمنتخب أى شخصية داخل الملعب ، وباتت المنتخبات الأخرى مهما كان مستواها الفنى والبدنى تفرض سيطرتها على البساط الأخضر ،حتى لو حقق منتخبنا الفوز . والغريب فى الأمر أن منتخب الساجدين الذى صال وجال فى ربوع أفريقيا ، وصاحب الرقم القياسى فى الفوز ببطولاتها ،بل وحقق الكأس 3 مرات متتالية أعوم 2006 و2008 و2010 ،وكانت كل الفرق ترتعد فرائسها بمجرد ذكر إسم الفراعنة ،أصبح تحت قيادة كوبر مثل النعامة المستأنسة ،يطبق خطة دفاعية سلبية ،ويعتمد على هجمة مرتدة وحيدة من خلال كرة طولية يلعبها الدفاع للهجوم لعل وعسى ،وبالرغم من طول الفترة التى تولى فيها الأرجنتينى دفة القيادة ،لم يفكر فى الإطلاع على خطط اللعب العالمية وتطبيقها ، ومازال يقود منتخبنا بخطة من العصور الوسطى ،والغريب أيضا أن منتخبنا يمتلك حاليا كتيبة من المحترفين الذين لهم بصمات حقيقية مع كبرى الأندية الأوروبية يتقدمهم الفرعون الثائر محمد صلاح . وكان يجب على المدير الفنى استثمار قدرات هولاء اللاعبين المحترفين ، وتنفيذ خطط هجومية لتحقيق الفوز ، وعدم الانتظار لهجمة مرتدة خاصة وأن خير وسيلة للدفاع الهجوم ، وكل المنتخبات صغيرة أو كبيرة أصبحت تلعب للفوز . والحقيقة أن اللوم لا يقع على كوبر منفردا ،بل على إتحاد الكرة الذى ما أن يخرج من صراع داخلى بين الأعضاء ،حتى يدخل فى صراعات أخرى بعد صدور قرار بحل المجلس، وكلما فاز المنتخب بدعاء الجماهير خرج علينا جهابزه الجبلاية للثناء وملء شاشات الفضائيات ،وعند الخسارة يختفى الجميع، مثلما حدث بعد الهزيمة من أوغندا الخميس الماضى فى تصفيات المونديال ،والتى أطاحت بمنتخبنا من صدارة المجموعة ،تلك الهزيمة التى زلزلت كيان المصرين ، وكادت أن تعصف بحلم الصعود لكأس العالم التى لم يصعد لها الفراعنة منذ 27 عاما . ولكن عاد القدر ليبتسم مرة أخرى لأبناء النيل بعد تعادل غانا أقوى المنافسين مع الكونغو ، ليعيد لنا الحياة حيث يتبقى للفراعنة 3 مباريات منها مباراتين بالإسكندرية أمام أوغنداوالكونغو على التوالى ،والفوز بهما مسألة حياة أو موت للإقتراب بقوة من الصعود قبل مواجهة غانا فى ملعبها فى ختام التصفيات . فى النهاية مازال منتخب مصر يمتلك أقوى الحظوظ للتأهل للمونديال ،ولكن يجب علينا الحذر ،وتغيير طريقة اللعب الدفاعية ، والإنقضاض على المنافسين بقوة الصقور لإنتزاع الفوز واسعاد ملايين الجماهير التى اسعدها الجنرال الراحل محمود الجوهرى عام 90 بالصعود للمونديال ، والتعادل مع هولندا عندما هبطت عدالة السماء على استاد باليرمو . لمزيد من مقالات محمد مختار أبودياب;