تأتى أهمية رسالة الدكتورة التى حصل عليها الباحث الكفيف أحمد فاروق أمين من كونها استجابة للتطور العالمي تجاه استخدام التكنولوجيا المساعدة لذوي الإعاقة البصرية وتفعيل دورهم المشارك في المجتمع من خلال العمل وتحقيق الذات. وتقدم الدراسة نموذجا واقعيا لبرنامج يفتح آفاقا لاستخدام التكنولوجيا المساعدة في مجال التدريب للطلاب المكفوفين في المدارس ومراكز التدريب تمكنهم من استخدام أجهزة الحاسب وبرامجه والأجهزة الناطقة (الآلة الحاسبة الناطقة وأجهزة الضغط والسكر والترمومتر والميزان الناطق) والهواتف الذكية بسهولة وتحكم، وبالتالى يمكن كسر حاجز الإعاقة لدى المعاق بصريا تجاه استخدام تلك الأجهزة مما يسهم بطريقة فعالة في تحسين ورفع تقدير الذات. أشرف على الدراسة الدكتورة سهير محمود أمين أستاذ الصحة النفسية كلية التربية بجامعة حلوان، والدكتورة إيمان صلاح الدين رئيس قسم التكنولوجيا التعليم، ومقدمها شاب كف بصره فى الرابعة عشرة من عمرى، ودخل مدرسة طه حسين للمكفوفين بالزيتون، وبدأ رحلة الاستغراب والغربة، ثم رحلة المعايشة والحب والانجازات، وكان يستغرب كل شىء بما فى ذلك المصحف الذى هو كتاب صغير فوجده 6 مجلدات ضخمة بسبب كتابته بطريقة « برايل». وتلعب التكنولوجيا المساعدة دورا رئيسيا فى تنمية تقدير الذات لديهم، ومساعدتهم على مسايرة المجتمع ومواكبة التقدم التكنولوجي الذي يمكنهم من العيش باستقلالية وحرية فى شتى مجالات الحياة. تخرج هذا الشاب فى كلية الآداب جامعة عين شمس قسم اللغة الانجليزية، وتخرج فيه عام 1997، وفى عام 2005 سجل ماجستير فى اللغويات بجامعة حلوان، وفى هذه الفترة سمع عن منحة دراسية لمؤسسة فورد، فتقدم لها، وتم قبوله وسافر بمفرده إلى أمريكا ودرس مجال التكنولوجيا المساعدة الخاصة بالمكفوفين فى جامعة بيتسبرج بولاية بنسلفانيا، وكانت الدراسة عبارة عن كيفية التعامل مع الكفيف وضعيف البصر فى المجالات المختلفة. عام 2008 عاد أحمد إلى عمله بجامعة عين شمس، وبدأ عمل تطوير فى هذا التخصص - التكنولوجيا المساعدة الخاصة بالمكفوفين - من خلال مركز الإبصار الإلكترونى بكلية الآداب، وذلك عن طريق إضافة مجالات أخرى فى ناحية التدريب، ومن أهمها التوجه والحركة، وهو علم متطور كان يدرس فى الماضى نظريا لذوى الإعاقة البصرية. ومن أهم المشكلات التى قدمها أحمد فى رسالته الحالية أن كف البصر يفرض ثلاثة قيود أساسية على الفرد، نطاق الخبرات ومدى تنوعها، والقدرة على التنقل، والتحكم في البيئة والذات بالنسبة إليها، كما تؤثر محدودية التنقل لدى الأطفال المعاقين بصريًا على التوجه والحركة لديهم. وتهدف رسالة الدكتوراة التى حكمها الدكاترة سلوى محمد عبدالباقى وزينب محمد أمين، إلى التعرف على مدى فاعلية استخدام التكنولوجيا المساعدة لتحسن الأداء ورفع تقدير الذات لدى المعاقين بصريًا. والتكنولوجيا المساعدة التى ركز عليها أحمد فى دراسته هي أي عنصر أو أداة أو نظام منتج سواء تم الحصول عليه تجاريًا كمنتج مُعد مسبقًا أو معدل أو مخصص، ويستخدم لزيادة أو الحفاظ على أو تحسين القدرات الوظيفية لدى الأفراد من ذوي الإعاقة كما أنها الخدمات المصاحبة التي تمكن ذوي الإعاقة من رفع الكفاءة العلمية والوظيفية في بيئة الدمج فهي تشمل تدريب الطلاب على المعدات والأجهزة الحديثة وتقييم الطلاب وإمدادهم بالمعلومات عن كل ما هو جديد في هذ المجال كما تشمل أعمال الصيانة وإعداد الكوادر. واستخدم الباحث منهجا محددا وهو شبه التجريبي وتم تطبيقه على مجموعة تكونت من الطلاب المعاقين بصريا بكلية الآداب جامعة عين شمس (15) طالبا وطالبة للمجموعة التجريبية و(16) طالبا وطالبة للمجموعة الضابطة بحيث تتراوح أعمارهم من 18إلى 22 عاما، وذلك بمركز الإبصار لتكافؤ فرص التعليم بكلية الآداب جامعة عين شمس، واستغرق تطبيق البرنامج 5 أسابيع متتالية في العام الدراسي 2016 – 2017، وذلك من خلال إعداد برنامج لاستخدام التكنولوجيا المساعدة لرفع تقدير الذات للطلاب المعاقين بصريا.