ترسيخا لدورها التاريخى فى حفظ الأمن والسلم الدوليين وتأكيدا لوجودها النشيط فى القارة الإفريقية تأتى مشاركة مصر فى عمليات حفظ وبناء السلام فى إطار الأممالمتحدة حيث شاركت مصر فى 38 بعثة حفظ سلام بأكثر من 30 ألف فرد قاموا بأداء مهامهم تجاه صون السلم والأمن الدوليين فى 24 دولة بإفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا منذ مشاركتها الأولى فى البعثة الأممية فى الكونغو عام 1960وتسهم مصر حاليا فى جميع بعثات الأممالمتحدة لحفظ السلام فى قارة إفريقيا بعناصر من القوات المسلحة والشرطة بما فى ذلك كمُراقبين، عدا قوة الأممالمتحدة الأمنية المؤقتة فى أبيى UNISFA. كما تشارك مصر فى 9 بعثات حفظ سلام فى إفريقيا منها 8 بعثات أممية هي: بعثة الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقى الهجين بدارفور «UNMAID» وبعثة فى «MONUSCO» فى الكونغو الديمقراطية، وبعثة «UNOCI» فى كوت ديفوار، وبعثة «MINUSMA» فى مالي، وبعثة «MINUSCA» فى إفريقيا الوسطي، وبعثة «UNMISS» فى جنوب السودان، وبعثة «UNMIL» فى ليبيريا، وبعثة «MINURSO» فى الصحراء الغربية، إضافة إلى المشاركة فى بعثة الاتحاد الإفريقى فى الصومال AMISOM ببعض الوظائف بهيكل قيادة البعثة أبرزها وظائف نائب عنصر التخطيط وضابط عمليات جوية، ورئيس الإمداد، وضابط شئون معنوية، وضابط طبيب . وارتفع حجم القوات المصرية المشاركة فى عمليات حفظ السلام فى عام 2017 إلى أكثر من 3000 فرد لتحتل حاليا المركز السابع فى تصنيف أكبر الدول المسهمة فى بعثات حفظ السلام وتعد مصر أكبر دولة مساهمة من بين الدول العربية، وتحتل المرتبة الثالثة كأكبر مسهم من بين الدول الافريقية. كما تعد مصر خامس أكبر دولة على مستوى العالم مسهمة بقوات شرطية ببعثات حفظ السلام. وتسعى مصر دوما لزيادة حجم إسهامها فى عمليات حفظ السلام الأممية، خاصة ببعثات حفظ السلام فى إفريقيا بما يعزز من الدور المصرى فى القارة. وفى إطار الاتحاد الإفريقى تشارك مصر فى القوة الإفريقية الجاهزة «ASF» (قدرة إقليم شمال إفريقيا «NARC») منذ توقيعها على مذكرة التفاهم المُنشئة لقدرة إقليم شمال إفريقيا عام 2008 ودخولها حيز النفاذ عام 2009، فى جهود تفعيل القدرة التابعة للقوة الإفريقية الجاهزة «ASF»، فى ظل التوجه المُتنامى نحو تعزيز قدرات حفظ السلام الإقليمية. يذكر أن السفير هشام بدر مساعد وزير الخارجية للشئون متعددة الأطراف والأمن الدولى قد أكد فى وقت سابق خلال افتتاحه الدورة التدريبية التى تنظمها الأممالمتحدة بالتعاون بين مركز القاهرة الإقليمى للتدريب على تسوية المنازعات وحفظ السلام فى إفريقيا ثوابت الموقف المصرى فى مجال حفظ السلام، خاصة تأكيد التزام مصر بالمبادئ الأساسية لعمليات حفظ السلام وهي: موافقة الأطراف وعدم استعمال القوة إلا دفاعا عن النفس أو دفاعا عن الولاية، بالإضافة إلى أهمية أن تكون الولاية الممنوحة لبعثات حفظ السلام قابلة للتنفيذ، وأن يتم توفير الموارد المالية والمادية اللازمة لتنفيذ الولاية الممنوحة لكل بعثة، كما تناول الجهود التى تبذلها مصر فى صيانة السلم والأمن الدوليين، خاصة فى ظل عضوية مصر الحالية فى مجلس الأمن، الذى تمارس من خلالها الدفاع عن أولويات الدول المسهمة بقوات فيما يتعلق بقرارات المجلس. كما تستضيف مصر فى هذا الإطار مقر قيادة اللواء الجاهز التابع لقدرة الإقليم، وإحدى قاعدتيها الإداريتين، فضلا عن ترشيح ضباط من القوات المسلحة ووزارة الداخلية للعمل بعنصر التخطيط التابع لأمانة القدرة، علاوة على تنظيم عدد من الدورات التدريبية للعناصر العسكرية والشرطية والمدنية للدول الأعضاء بالقدرة بمركز القاهرة الإقليمى للتدريب على تسوية المنازعات وحفظ السلام فى إفريقيا باعتباره أحد مراكز التميز للتدريب فى القارة ومركز التدريب المعتمد لقدرة إقليم شمال إفريقيا. وتشارك مصر فى القدرة الإفريقية للرد الفورى فى الأزمات «ACIRC» وتتشكل القدرة الإفريقية للرد الفورى فى الأزمات من إسهامات عسكرية طوعية تُقدمها الدول الراغبة من أعضاء الاتحاد الإفريقي، وستعمل كقوة جاهزة للتدخل السريع تتمركز وحداتها بالدول المسهمة ويتم نشرها فى مناطق النزاعات بناء على قرار يتخذه مجلس السلم والأمن الإفريقى أو بناء على طلب من الدولة المعنية. وتعهدت مصر بالإسهام فى قدرة «ACIRC» بمستشفى ميدانى من المستوى الثانى أو عناصر للمهندسين العسكريين وضباط للقيادة وبرامج للتدريب، فى إطار مواصلة الانخراط الوطنى فى دعم هياكل السلم والأمن الإفريقية. بناء السلام 1. طرحت مصر إنشاء المركز الإفريقى لإعادة الإعمار والتنمية فى مرحلة ما بعد النزاعات ليضطلع بمهمة تنفيذ السياسة الافريقية لمرحلة ما بعد النزاعات والتنمية بالتنسيق مع مفوضية الاتحاد الإفريقي، حيث يعد هذا المركز إضافة لا غنى عنها لدعم بنية السلم والأمن الإفريقية، ولمواكبة جهود الأممالمتحدة الهادفة إلى استدامة السلام. 2. تحرص مصر على أن يكون المركز «آلية قارية» لدعم عمليات إعادة الإعمار والتنمية فى الدول الخارجة من النزاعات فى إفريقيا والإسهام فى نواة التمويل لبدء المشروعات سريعة الأثر وذلك لحين حشد الموارد اللازمة لمختلف عمليات إعادة الإعمار والتنمية فى مرحلة ما بعد النزاعات. وعليه فإن الهدف الرئيسى للمركز هو تحسين قدرة القارة الافريقية على الاستجابة السريعة والفعالة فى مرحلة ما بعد النزاعات؛ وذلك حتى يتمكن الاتحاد الإفريقى من الاضطلاع بدوره الرئيسى فى صيانة السلم والأمن الإقليميين، مكملا لدور لجنة بناء السلام التابعة للأمم المتحدة، مطبقا بذلك مبدأ الملكية الوطنية بشكل عملى.