فى تصعيد صارخ لنبرة التهديدات المتبادلة بين الطرفين، وصفت كوريا الشمالية أمس تحذيرات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بأنها ستواجه «نارا وغضبا» فى حالة تهديدها للأراضى الأمريكية، بأنها مجرد هراء. وكشفت بيونج يانج عن تفاصيل خطط تكتيكية عسكرية لإسقاط أربعة صواريخ باليستية قرب جزيرة جوام الأمريكية بالمحيط الهادى بحلول الثلاثاء المقبل. ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية عن الجنرال كيم راك جيوم قائد القوة الاستراتيجية بالجيش الشعبى الكورى قوله إن«الجيش يعكف الآن على وضع خطة لإطلاق 4 صواريخ باليستية متوسطة المدى على جزيرة جوام الأمريكية». وأضافت قائلة:«الجيش سينتهى من وضع خططه فى هذا الشأن بحلول منتصف أغسطس الجارى لتكون جاهزة للعرض على الزعيم كيم جونج أون لاتخاذ قرار بشأن تنفيذها». وأفادت الوكالة بأن الجيش يضع الآن أيضا خطة أخري«لعرقلة قوات العدو بالمواقع العسكرية الرئيسية فى الجزيرة ذاتها وإرسال إشارة تحذير صارمة للولايات المتحدة». وأوضحت أنه«من غير الممكن إجراء حوار قويم مع مثل هذا الشخص الفاقد للرشد الذى لا تجدى معه إلا القوة المطلقة»فى إشارة إلى ترامب. ويرى بعض المحللين أن تصريحات ترامب المفاجئة دفعت كوريا الشمالية إلى القول بأنها فى المراحل الأخيرة من خطط لإطلاق هذه الصواريخ الأربعة متوسطة المدى فوق اليابان بحيث تسقط على بعد يتراوح بين 30 و 40 كيلومترا عن جوام، وإلى إزاحة اللثام عن تفاصيل هذه الخطط التى كانت قد كشفت عنها أمس الأول. وتقع جوام على بعد يزيد عن 3 آلاف كيلومتر إلى الجنوب الشرقى من كوريا الشمالية، ويقطنها حوالى 163 ألف نسمة وبها قاعدة عسكرية أمريكية تشمل أسطولا من الغواصات وقاعدة جوية ومجموعة من خفر السواحل. وردا على هذه التهديدات، قلل وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون من حجم وخطورة هذه التصريحات الكورية الشمالية ضد بلاده، مؤكدا أنها لا تمثل خطرا وشيكا للولايات المتحدة. وقال تيلرسون، الذى توقف فى جوام لتزويد طائرته بالوقود بعد رحلة إلى جنوب شرق آسيا، إنه يأمل أن تؤدي«حملة الضغوط» الدولية، التى تشارك فيها روسيا والصين، إلى حوار جديد مع بيونج يانج«عن مستقبل جديد». كما دافع تيلرسون عن لهجة ترامب السابقة، قائلا :«إن الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون لا يفهم اللغة الدبلوماسية، وأن الأمر تطلب لغة قوية حتى يفهم». وأضاف أن الموقف لم يتغير بصورة كبيرة فى الأيام القليلة الماضية، وأنه يمكن للأمريكيين «أن ينعموا بنوم هادئ». وعلى صعيد البيت الأبيض، أكد سيباستيان جوركا نائب مساعد ترامب ومستشاره قوله إن واشنطن ستتخذ «أى إجراءات ملائمة» لحماية البلاد من تهديدات كوريا الشمالية. وفيما يتعلق بموقف وزراة الدفاع الأمريكية«البنتاجون»، نقلت شبكة «إن بى سي» الإخبارية عن مصادر فى الجيش الأمريكى قولها إن «البنتاجون» أعد خطة لضربة وقائية مركزة على المواقع التى تجرى منها عمليات إطلاق الصواريخ فى كوريا الشمالية فى حالة صدور قرار من الرئيس الأمريكى ترامب فى هذا الصدد. وأضاف أن النقطة الرئيسية فى الخطة هى الهجوم باستخدام القاذفات الاستراتيجية «بى آى بى» لانسر من قاعدة «أندرسون» فى جوام. وهدفها، كما أشارت القناة، يمكن أن يكون حوالى 20 موقعا لإطلاق الصواريخ، وإجراء التجارب ومراكز الدعم التقني. وفى واشنطن وفى حراك مناوئ للتوجهات الرسمية الأمريكية، نظم محتجون مظاهرة محدودة أمام البيت الأبيض دعوا خلالها الرئيس ترامب لإطلاق محادثات مع كوريا الشمالية فى مسعى لتجنب مواجهة نووية. ورفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها «محادثات لا حرب» ورددوا هتاف «تفاوض ولا تصعد» فى نداء للرئيس الأمريكي. وفى محاولة للتهدئة، حثت كوريا الجنوبية جارتها الشمالية على الكف عن أى أعمال تزيد التوتر فى شبه الجزيرة الكورية، موضحة أنها ستسلك جميع الطرق الممكنة لحل هذه التوترات بالتعاون مع دول أخري. وفى طوكيو، أكد وزير الدفاع اليابانى إيتسونورى أونوديرا أن بلاده سيكون مسموحا لها قانونا اعتراض أى صاروخ كورى شمالى متجه صوب جزيرة جوام الأمريكية. ونقلت وكالة كيودو للأنباء عن هذا الوزير قوله، أمام لجنة من مجلس النواب، إن اليابان سيسمح لها بضرب أى صاروخ متجه صوب الأراضى الأمريكية فى المحيط الهادئ إذا ما رأت أنها تشكل خطرا على وجودها.
