عقدت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية محادثات رفيعة المستوي مع القيادات الإسرائيلية تصدرتها انطباعاتها عن الزيارة التي قامت بها إلي مصر ولقائها مع الرئيس محمد مرسي، كما تناولت المحادثات الملف الإيراني ومحادثات السلام المتعثرة بين الإسرائيليين والفلسطينين. وعقب لقائه بوزيرة الخارجية الأمريكية, أكد الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز حرص واهتمام إسرائيل بالحفاظ علي السلام مع مصر التي تعتبر أهم وأكبر بلد عربي في الشرق الأوسط.. وقال بيريز في مؤتمر صحفي عقده بمشاركة كلينتون نحن نحترم نتائج الانتخابات المصرية, مضيفا أن السلام بين الجانبين أنقذ حياة آلاف الشباب من الجانبين, وهو منحي يجب الحفاظ عليه. ومن جهة أخري, أعرب الرئيس الإسرائيلي عن شكره لنظيره الأمريكي باراك أوباما لتعامله مع القضايا الأكثر خطورة في العالم المعاصر وهي قضية ملف إيران النووي, قائلا إن هناك اتفاقا عالميا علي أن الحكومة الإيرانية تتنبي سياسية إرهاب وهي خطر علي الجميع. وشدد رئيس إسرائيل علي ضرورة بذل جميع الجهود اللازمة لمنع إيران من أن تلحق الضرر بالشعوب الأخري. ومن جانبها, ألمحت كلينتون إلي وجود خلافات بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل حول كيفية التعامل مع إيران, موضحة أنه وقت عدم اليقين لكنه أيضا فرصة كبيرة في المنطقة,. وأضافت أنه في وقت مثل هذا, يحتاج الأصدقاء مثلنا إلي العمل معا بطريقة ذكية وخلاقة وشجاعة. وكانت كلينتون قد عقدت اجتماعا مع نظيرها الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان في أول اجتماع ضمن سلسلة من اللقاءات مع القيادات الإسرائيلية بحثا خلالها القضايا الإقليمية مثل الوضع في مصر والبرنامج النووي الإيراني وعملية السلام. وقال مسئول أمريكي إنه سيكون علي رأس جدول أعمال الوزيرة الأمريكية انطباعاتها وتقييمها لليومين الماضيين اللذين قضتهما في مصر, وأشار إلي أن واشنطن تريد وجود محادثات استراتيجية أوسع تتضمن التغيير الكبير والانتقال الذي تشهده المنطقة. وأضاف أن توم دونيلون مستشار الأمن القومي الأمريكي زار إسرائيل أمس الأول, وأنه من المقرر أن يزورها ليون بانيتا وزير الدفاع قريبا, واصفا ذلك بأنه جزء من الارتباط الإسرائيلي الأمريكي الطبيعي القوي. ومن جانبه, قال داني يعالون نائب وزير الخارجية الإسرائيلي لإذاعة إسرائيل إن كلينتون ستنقل معها رسالة تهدئة, موضحا أن الحسابات الأمريكية تؤكد علي أن أجندة مصر- وبالتأكيد أجندة الرئيس مرسي- أجندة داخلية. ودعا يعالون الرئيس المصري إلي إصلاح الاقتصاد, لأن التحديات الداخلية لها أقصي أهمية في حقيقة الأمر. وأضاف أنه لا يوجد تغيير في التزام مصر بمعاهدة السلام, وأنه لن يكون هناك تغيير في المستقبل المنظور. وحول عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين, ذكر راديو صوت إسرائيل أن كلينتون ستلتقي مع سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني في القدسالمحتلة, مشيرا إلي أن كلينتون قد التقت بداية الشهر الجاري مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في فرنسا. وأضاف أن وزيرة الخارجية الأمريكية ستركز خلال لقائها مع المسئولين الإسرائيليين علي إيجاد استراتيجية حوار لدفع عملية السلام المتعثرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين, وخاصة في خضم التغييرات السياسية التي تعصف بالمنطقة. وفي القدسالمحتلة, نظم عشرات النشطاء الإسرائيليين مظاهرة احتجاج في استقبال كلينتون للمطالبة بالإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد المحتجز لدي واشنطن. وفي هذه الأثناء, تواصلت أصداء زيارة هيلاري إلي القاهرة علي الصعيد الأمريكي, حيث أعلنت الخارجية الأمريكية أن الولاياتالمتحدة لم تدعم أي مرشح رئاسي في مصر, وأن المصريين فقط هم من يمكنهم اختيار قادتهم. وقال مسئول أمريكي كبير بوزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن إن هناك بيانا يفيد بأن الولاياتالمتحدة قد تدخلت لصالح طرف علي حساب طرف آخر في العملية الانتقالية في مصر, وقد أرادت الوزيرة خلال لقائها مع مجموعة من المسيحيين في مصر أن تبدد هذا المفهوم بعبارات واضحة تماما, مشددة علي أن المصريين فقط هم الذين يمكنهم اختيار قادتهم, وأننا لم ولن ندعم أي مرشح أو أي طرف, وما نؤيده هو التحول الكامل إلي الحكم المدني الديمقراطي هنا, بما في ذلك المساواة في الحقوق أمام القانون لجميع الفئات.