في الوقت الذي اعتبرت فيه وسائل الإعلام الأمريكية أن زيارتها لمصر كانت تاريخية, تستعد وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لإجراء محادثات مكثفة اليوم- الإثنين- مع القادة الإسرائيليين .. تتناول خلالها ملفات سوريا ومصر والملف النووي الإيراني والمحادثات المتوقفة مع الجانب الفلسطيني. وأوضحت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أن كلينتون ستجري ما وصفته ب المحادثات المكدسة مع بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي وأفيجدور ليبرمان وزير الخارجية وإيهود باراك وزير الدفاع, وأيضا الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز, فيما تعد هذه الزيارة الأولي لها منذ سبتمبر.2010 وأشارت الصحيفة إلي أن كلينتون ستصل إسرائيل في أعقاب زيارة قصيرة لمصر التي اختتمت أمس, حيث تشعر إسرائيل بالقلق المتزايد حيال معاهدة السلام منذ فوز الدكتور محمد مرسي في انتخابات الرئاسة المصرية. وفي واشنطن, ذكر مسئول رفيع المستوي بالخارجية الأمريكية أن زيارة كلينتون لمصر ركزت علي ثلاث قضايا رئيسية وهي: كيفية مساعدة الولاياتالمتحدة لمصر اقتصاديا, والتحول الديمقراطي في مصر, والأمن الاقليمي. وفيما يتعلق بالمحور الأول وهو الاقتصادي, قال المسئول الذي لم تعلن الخارجية الأمريكية عن اسمه, إن الولاياتالمتحدة ترغب في طرح مجموعة متنوعة من الأدوات الاقتصادية التي تهدف إلي مساعدة مصر في التعامل مع مجموعتين من المشاكل, أولهما المشاكل قصيرة الأجل المتعلقة بالحاجة إلي تحقيق الاستقرار الاقتصادي والتعامل مع الفجوة المالية وبعض التحديات الاقتصادية التي ظهرت خلال العام الماضي نتيجة العملية الانتقالية, بما في ذلك فقدان النمو وخسارة السياحة والاضطرابات الاقتصادية الأخري. وأضاف أن التحديات طويلة الأمد تتعلقة بالبطالة وخلق فرص العمل لعدد كبير من الشباب المصري الذي يحصل علي تعليم جامعي ولكن ليس بالضرورة لديه المهارات التي يتطلبها سوق العمل, فضلا عن القضايا الهيكلية الأخري التي تدور حول تحديث اقتصاد مصر. وأشار إلي أن زيارة الوزيرة الأمريكية استهدفت بحث مكونات صفقة المليار دولار التي أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما العام الماضي بشأن عزم الولاياتالمتحدة مساعدة الحكومة المصرية بها وهي تبدأ عملها, وأشار المسئول إلي أنه قد آن الأوان لتفعيل هذه الصفقة مع تولي الرئيس مرسي والحكومة المصرية الجديدة. ونوه بأن هذه المكونات تتضمن دعم الميزانية لمساعدة تمويل الفجوة المالية ومبادلة الديون وهو ما يترجم أساسا إلي تخفيف بعض من ديون مصر خلال الفترة المقبلة. وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن زيارة وزيرة الخارجية جزء من رسالة تهدف إلي إقناع المصريين بأن الولاياتالمتحدة تسعي إلي الود والمشاركة وليس إلي الترهيب والتدخل. وذكرت الصحيفة أن زيارة كلينتون تهدف إلي تأكيد اعتراف الولاياتالمتحدة بأول رئيس مدني مصري منتخب في أول انتخابات ديمقراطية شهدتها البلاد منذ عقود. واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلي تأكيدات مسئولين أمريكيين يرافقون كلينتون في الزيارة أن الغرض الرئيسي من هذه الزيارة يكمن في محاولة لفهم الوضع السياسي في مصر. وفي الوقت ذاته, ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن زيارة كلينتون تحمل تعهدا بالدعم وصفته ب المكتوم, موضحة أن بعد أسابيع من المناقشات الداخلية بإدارة أوباما حول الصراع بين مرسي والمجلس العسكري, أن كلينتون لامست هذا الصراع من بعيد, حيث أعربت عن أملها في عودة الجيش إلي دوره في حماية الأمن الوطني. ومن جانبها, رأت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية أن زيارة هيلاري تهدف لإظهار الدعم الأمريكي للانتقال الديمقراطي في مصر ولا سيما بناء علاقة جديدة بين القاهرةوواشنطن. ونسبت الصحيفة الامريكية إلي إدوارد ووكر السفير الأمريكي السابق لدي كل من مصر وإسرائيل قوله إن كلينتون تسعي للتأكيد علي ضرورة احترام نتائج الانتخابات الرئاسية الديمقراطية التي فاز بها الرئيس محمد مرسي. وأشار ووكر إلي أن كلينتون ستعمل علي طي صفحة العلاقات الأمريكية المتأزمة مع جماعة الإخوان المسلمين والمضي قدما في تعزيز العلاقات بين الجانبين مستقبلا. وأثارت الصحيفة في ختام تقريرها اعتراض وانتقاد النقاد الغربيين لزيارة كلينتون حيث اعتبروا أن زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية لن تضيف بعدا جديد للعلاقات الأمريكية- المصرية التي أخذت في التراجع علي مدار العقود الأربعة الماضية- منذ نهاية حكم جمال عبد الناصر في عام1970, علي حد قولها.