أكد الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بالأوقاف، أن الوزارة تعمل علي غرس قيم المواطنة والتسامح ومواجهة دعاة التطرف والإرهاب والفتنة الطائفية. وقال في حوار مع “ الأهرام” إن الخطة الدعوية للأوقاف في شهر رمضان نجحت بشكل كبير، نتيجة لالتزام الأئمة والدعاة بالضوابط التي وضعتها الوزارة، لتكون المساجد منابر للتنوير والثقافة الإسلامية، وذلك من خلال الملتقيات الفكرية في الحسين ومركز شباب الجزيرة، التي تناولت قضايا المواطنة والتعايش السلمي. أوضح طايع أن الوزارة منحت تصاريح لإنشاء عدد 206 كتاتيب عصريا، وتم إنشاء المجلس الأعلى والمشيخة العامة للمقارئ ومكاتب تحفيظ القرآن الكريم في مصر والعالم، لخدمة القرآن الكريم ورعاية الحفظة والقراء.. وإلي نص الحوار. هل نجحت الخطة الدعوية للوزارة في رمضان وهل هناك تجاوزات في تنفيذها؟ الخطة الدعوية التي وضعتها وزارة الأوقاف خلال شهر رمضان المبارك، حققت الكثير من الانجازات، وكان هذا النجاح الدعوى نتيجة جهد وعمل طويل، تمثل في التواصل مع الناس والوجود في المساجد، والتركيز علي قضايا الواقع، وحرص أئمة ودعاة الوزارة على التواجد في المساجد طوال أيام الشهر الفضيل لإلقاء الدروس الدينية اليومية، ودروس التراويح، وتفنيد دعاوى المتطرفين والرد على شبهات التكفيريين. كما تركز النشاط الدعوى من خلال منتدى الفكر الإسلامي بحي الحسين وملتقى الشباب بمركز شباب الجزيرة على غرس قيم المواطنة والتسامح والتعايش السلمي، ونشر مفاهيم المواطنة والقيم الأخلاقية، والتصدي لمحاولات الجماعات المتطرفة التي تسعي دائما للمتاجرة بالمفاهيم، وتقدم تفسيرات خاطئة للنصوص للسيطرة علي عقول الشباب، ويضاف الى تلك الأنشطة ما سبق نشره من خلال مطبوعات الوزارة والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ولعل أهم هذه المطبوعات كتاب “مفاهيم يجب أن تصحح”، وكذلك كتاب “ضلالات الإرهابيين وتفنيدها “ . وماذا عن دور المجلس الأعلى لشئون المقارئ؟ لأول مرة تم إنشاء هذا المجلس، وهذا دليل علي الاهتمام بشئون القرآن الكريم حفظًا وتلاوة وتفسيرا وفهما، والمجلس سيؤدي دورا عظيما في خدمة القرآن الكريم، وخلال الأيام الماضية عقد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، اجتماعا بأعضاء المجلس بحضور الشيخ محمد صالح حشاد شيخ عموم المقارئ المصرية، والشيخ محمد محمود الطبلاوي نقيب القراء، وشدد الوزير علي أن الأولوية في هذه المرحلة تتمثل في التوسع في إنشاء مكاتب تحفيظ القرآن العصرية على مستوى الجمهورية، وسيقوم المجلس بتكريم محفظي الفائزين في المسابقة العالمية للقرآن الكريم، كما أن المجلس سيعمل من الآن على تأسيس المشيخة العامة لشئون المقارئ العالمية, بحيث تضم خيرة شيوخ المقارئ وكبار القراء على مستوى العالم . ما الجديد في الكتاتيب العصرية التي أعلنت عنها الوزارة منذ فترة ؟ تم منح تصاريح لعدد 260 كتابا عصريا، وحاليا بصدد منح تصارح لعدد 1803 كتاتيب تابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، وذلك لخدمة القرآن الكريم ورعاية وتشجيع حفظة كتاب الله، وهذه الكتاتيب العصرية سوف تعني بالحفظ وفهم وتدبر معاني القرآن الكريم. ما النصائح التي تقدمها للأئمة؟ أطالب الأئمة والدعاة بالتركيز في العمل الدعوى، وتنفيذ توجيهات الوزارة، والتي تتمثل في منع غير المرخص لهم من إلقاء الدروس الدينية أو الخطابة بالمساجد، وضرورة الحفاظ علي المنابر، ومواجهة أصحاب الفكر المتشدد، من خلال نشر الوسطية والاعتدال ومواجهة الفكر بالفكر، والالتزام بموضوع الخطبة الموحدة، وعقد دروس يومية بين ركعات التراويح، وأن يستمر هذا الجهد والإخلاص طوال العام، وأن يركز الأئمة في العشر الأواخر ومتابعة الاعتكاف، لأن الأئمة والدعاة أصحاب رسالة، فالدعوة ليست وظيفة بل رسالة، والأئمة والدعاة يتحملون مسئولية كبري في توعية الناس، ونحن نريد الداعية القادر علي التواصل مع الناس، والوجود بينهم وحل مشكلاتهم، وأن يقدم النموذج الأمثل في الإخلاص في العمل . وماذا عن خطة الدعوة النسائية وتجربة الواعظات في الأوقاف؟ الأوقاف تهتم بشكل كبير بالواعظات، وقامت الوزارة باعتماد عدد من الواعظات علي مستوي الجمهورية، وتم عقد دورات للتدريب علي الدعوة، ولدينا في الوزارة خطة لتكون هناك 2000 واعظة هذا العام ، ونرحب بالأزهريات للقيام بهذه المهمة، لكن في كل الأحوال فإن أئمة الأوقاف موجودون في المساجد، يؤدون دورهم علي أكمل وجه، وننصح بضرورة التوجه لإمام الأوقاف في القضايا التي تهم الأسرة، كما أننا نتناول في الخطبة والدروس الدينية قضايا المرأة والأسرة، لأن المرأة لها مكانة كبيرة في المجتمع.