عاشت العاصمة البريطانية لندن من جديد كابوس الهجمات الإرهابية عندما دهست شاحنة مصلين لدى خروجهم من صلاة التراويح من مسجد "فينسبرى بارك" أحد أكبر مساجد بريطانيا الواقع شمال العاصمة. ويأتى الهجوم الجديد عقب أسابيع عصيبة تعرضت فيها بريطانيا لثلاث هجمات إرهابية عند البرلمان و"جسر ويستمنستر" فى قلب لندن، ثم فى مدينة مانشستر، وأخيراً عند "جسر لندن" و"بارا ماركت" وسط العاصمة. كما يأتى الهجوم بينما لم تفق لندن بعد من أثر الحريق الهائل فى أحد المبانى السكنية غرب العاصمة الذى راح ضحيته العشرات. وإلى جانب التحديات الأمنية غير المسبوقة، بدأ أمس رسمياً الماراثون الطويل لمحادثات الخروج من الاتحاد الأوروبي، إذ توجه وزير "شئون البريكست" ديفيد ديفيز إلى بروكسل للقاء كبير مفاوضى الاتحاد الأوروبى ميشيل بارنييه. وترأست رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى اجتماعاً طارئاً للحكومة الأمنية "كوبرا" لبحث الهجوم. ووصفت ماى الهجوم ب"الحادث المروع"، قائلة إن مشاعرها مع "الجرحى وأسرهم وأجهزة الاسعاف فى المكان. وأوضحت أن السلطات تتعامل مع الهجوم بوصفه "عملاً إرهابياً محتملاً وأكدت شرطة لندن أن جميع الضحايا من المسلمين، فيما قالت وزيرة الداخلية أمبر رود إن السلطات عززت الإجراءات الأمنية فى العاصمة وحول دور العبادة خاصة المساجد. من ناحيته، قال "مجلس مسلمى بريطانيا" إن الاعتداء "عمل متعمد ناجم عن الإسلاموفوبيا". وأفاد فى بيان أن الاعتداء "أعنف مظاهر الإسلاموفوبيا فى بريطانيا فى الأشهر الأخيرة". ودعا السلطات إلى تعزيز إجراءات الأمن خارج المساجد مع اقتراب نهاية شهر رمضان. كما شجبت منظمة "كيدج" للدفاع عن حقوق الانسان "الزيادة المضطردة لمعاداة المسلمين"، ودعت إلى الهدوء. وأفادت الشرطة أن سائق الشاحنة عمره 48 عاما تم اعتقاله بعد أن أمسك به مواطنون فى موقع الاعتداء، مشيرة إلى أنه نقل للمستشفى وأنه يخضع لتقييم للصحة العقلية. وشدد صديق خان عمدة لندن على أن السلطات ستنشر مزيدا من أفراد الشرطة لطمأنة المواطنين وخاصة أثناء شهر رمضان ووصف الواقعة بأنها "هجوم على كل قيم التسامح والحرية والاحترام المشتركة".