في دعوة لتجنب المواجهات السياسية قبل أيام من زيارتها لمصر, طالبت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون جميع الأطراف في مصر بالتعاون لتأمين عملية الانتقال السياسي بعد قرار الرئيس محمد مرسي بعودة مجلس الشعب متحديا قرارا سابقا للمجلس الأعلي للقوات المسلحة بحله. وحثت الوزيرة الأمريكية علي الحوار والجهد المشترك من كل الأطراف لمعالجة المشاكل التي يمكن فهمها, مؤكدة ضرورة حلها لتفادي أي نوع من المصاعب التي قد تعطل عملية الانتقال الجارية. وقالت كلينتون أن مصر أمامها الكثير من العمل لاستمرار العملية الانتقالية في مسارها الحالي, مشددة علي ان الديمقراطية ليست مجرد انتخابات. وأضافت انها عملية حوار سياسي نشط يشمل الجميع والاستماع الي( المجتمع) المدني واقامة علاقات طيبة بين المسؤولين المدنيين والمسئولين العسكريين حيث يعمل كل جانب علي خدمة مصالح المواطنين. كما دعت ايضا الي حوار مكثف بين كل المشاركين لضمان وجود مسار واضح يتبعونه كي ينال الشعب المصري ما نظم احتجاجات من اجله وما صوت من اجله في الانتخابات وهو حكومة منتخبة تماما. وعلي صعيد آخر, أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الاطاحة برؤساء ديكتاتوريين عبر العالم العربي ومسألة وصول الاسلاميين لسدة الحكم في المنطقة, أجبرت الولاياتالمتحدةالأمريكية علي إعادة تقييم حساباتها الماضية بشأن من هو حليفها ومن يشكل مصدر إزعاج لها مما خلق نوعا من الحيرة والارتباك داخل نفوس بعض الأمريكيين. وأوضحت الصحيفة أن الأمر الأكثر أهمية يتركز في مصر, حيث فاز الدكتور محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين وهي أكبر حركة إسلامية في منطقة الشرق الأوسط في انتخابات الرئاسة المصرية وأصبح أول رئيس عقب ثورة52 يناير التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك. ونقلت الصحيفة عن أكبر أحمد رئيس الدراسات الاسلامية في الجامعة الأمريكية في القاهرة إن الولاياتالمتحدةالأمريكية تواجه حاليا نوعا من الغموض عندما تنظر إلي دول منطقة الشرق الاوسط حيث تغير كل شيء. وأضافت الصحيفة أنه بالنسبة لواشنطن, فإن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تتحرك وفقا للاثار الناتجة عن ثورات الربيع العربي وتعيد تقييماتها السابقة لتدرك الوضع الراهن, مشيرة إلي أنه في أعقاب قرار الرئيس المصري محمد مرسي بإعادة البرلمان للعمل هرولت من أجل إدارك هذه الاستراتيجية الجديدة. كما أشارت الصحيفة إلي الوضع في تونس حيث حصل حزب النهضة الاسلامي علي أغلبية المقاعد في الانتخابات البرلمانية العام الماضي, فيما حظي الاسلاميون باليمن علي دعم وتأييد جديد. ومن ناحيتها, أشارت صحيفة' واشنطن بوست' الأمريكية إلي أن الولاياتالمتحدة ليس أمامها خيار سوي إعادة بناء علاقتها مع مصر, التي تعد أكبر الدول العربية وأكثرهم أهمية والمالكة لقناة السويس والحليف الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة علي مدي أكثر من أربعين عاما. كما أكدت أن الزيارة المرتقبة لوزيرة الخارجية الأمريكية للقاهرة ستفتح الباب أمام تحسين العلاقات, وإصلاح بعض الأخطاء التي ارتكبتها واشنطن في تعاملها مع القادة العرب علي مدي عقود طويلة. يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه صحيفة' لوس أنجلوس تايمز' الأمريكية أنه وسط الصراع المرير علي السلطة القائم بين المجلس العسكري والرئيس المصري, فإن الجميع يتساءل من الذي يدير مصر حاليا وما إذا كان هناك مكان للقانون أو أحكام القضاء في هذا النزاع.