أكد الشيخ محمد زكى، الأمين العام للدعوة بالأزهر، أن شهر رمضان لبناء الشخصية السوية حتى ينهض الإنسان بمهام استخلافه إعمارا للأرض وتفجيرا لطاقاته، ولذلك كان اولى الانتصارات فى رمضان فالإنسان سمى وارتقى فمن باب اولى ان ينتصر على التحديات ويا ليتنا نكون على قدر المسئولية الربانية العطائية لهذا الشهر الفضيل حتى نكون مؤهلين لاستقبال السر المكنون الذى أوجده الله فيه ليكون السلوك والخلق منسجما مع هذا العطاء ومع فطرة الله التى فطر الناس عليها. وطالب فى حوار مع «الأهرام» بتكاتف الناس جميعا وقد انصهروا بكل طوائفهم ومذاهبهم فى بوتقة واحدة هى حب مصر بعيدا عن العصبية الممقوتة والمذهبية السياسية البغيضة.. وإلى نص الحوار: ما رؤيتك لواقع الدعوة والإفتاء فى مصر؟ نحتاج إلى تفجير الطاقات وبذل الوقت والجهد مع الصدق والإخلاص ومساعدة المؤسسة الدينية العالمية لتنهض برسالتها الربانية وتقوم بمهام دعوتها الانسانية خير قيام من خلال مساعدة كل الجهات المعنية بالوعى الإنسانى والفكر الثقافى والإعلامى ومراكز الشباب والرياضة ووزارة التربية والتعليم المعنية بتغيير السلوك وان نكون على مستوى التحدى لننهض بمسئولياتنا ونعيد المجد الغارب والعهد الكريم فمصر تاريخها الحضارى متجذر فى الانسانية من الاف السنين ويكون ذلك من خلال مشروع دعوى افتائى عالمى ينهض بالأمة ويعيد صياغة الداعية والمفتى ليكون متسما بكل ثقافات العصر وقضاياه المعاصرة لإيجاد حل لها ينسجم مع الشريعة إيمانا وعطاء لان وحى السماء روح للحياةوللأحياء يشرف عليه العلماء الربانيون ممن هم على دراية واسعة بمقاصد الشرع الحنيف وأهدافه وأحكامه وغاياته. وكيف يمكن مواجهة التطرف والإرهاب؟ يمكن مواجهة هذا الخطر الداهم علينا من خلال نشر العلم الصحيح وتبليغ الدعوة الوسطية السمحة كما ارادها الله عز وجل ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم الذى اجتمعت فى شخصه النبيل كل معانى الكمال والجمال والجلال وان نكون نحن المسلمين ترجمة صادقة لحقائق هذا الدين الذى يدعو الى مكارم الاخلاق فقال صلى الله عليه وسلم ( انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) وان يرى الناس فينا اسلاما حقيقيا يعيش على الارض كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم قرآنا يدب على الارض والا نكون صادين عن سبيل الله كما نحتاج الى تفنيد شبهات المارقين من أصحاب الفكر الارهابى وكشف عوارهم وتحصين المجتمعات الانسانية من شرورهم وآثامهم ولا يكون ذلك الا من خلال تضافر الجهود المعنية بتجديد الخطاب الدينى مع المؤسسة العلمية الربانية المنوط بها تجديد الخطاب الديني. ما هو نشاط لجنة الدعوة بمشيخة الأزهر فى الشهر الفضيل؟ الأزهر بكل إمكاناته وطاقاته يعمل جاهدا بالتنسيق مع ذوى الشأن الدعوى والفكرى والثقافى لتلبية نداء السماء من خلال دعاته الصادقين وعلمائه على المستوى المحلى والدولى يرسل القوافل المحلية والبعثات الخارجية تعريفا للناس بالمطلوب منهم فى هذا الشهر الفضيل والتحلى به ليكون منهج حياه بدءا بتعريف الناس بفضل الصيام وآدابه وسلوك الصائم مع الوقوف على احكام زكاة الفطر وآداب العيد وصلاه العيد، وغيرها . كيف ترى مستقبل الدعوة فى مصر؟ الدعوة تتمثل فى حفظ الله لهذا الدين والمستقبل ان شاء الله عظيم وكريم عند التحلى بالصدق والاخلاص لأنه بالصدق والاخلاص يتحقق ما يشبه المعجزات فالمرحلة تحتاج الى مزيد من العطاء وتجديد العلوم وتنقيتها واخذ ما يتناسب منها لقضايا العصر لعلاج الدنيا بالدين من منظور إسلامى سديد لعلاج قضايا العصر . ما هى المواصفات التى يجب توافرها فى الداعية؟ أولا لابد ان يكون اختياره معتمدا على صلاحيته النفسية الفكرية والشرعية واللغوية بعيدا عن أى تدخل ولابد ان يكون ذلك من خلال اهل العلم والدعوة المختصين فالداعية يتكلم بلسان الشرع ليبلغ مراد الحق من الخلق . كيف يكون رمضان فرصة لاغتنام الخيرات؟ رمضان منحة إلهية وعطاء ربانى يعيد للإنسانية توازنها ويمنحها عافيتها الايمانية والروحية والاخلاقية والعضوية ويكفى ان شهر رمضان اختاره الله لنزول القرآن فيه ليكون روحا للحياة و الإنسانية كلها تحتاج الى هذا الشهر لتحيا به فتسعد وترقى وتسمو الى مدارج الكمال حتى تصل الى هذا الوعد الربانى الكريم الذى هو بركة رمضان، فرمضان يحفظ الأخلاق والسلوك ويصون حركة الحياة ويضبط مسارها حتى نحظى جميعا برضا الله عز وجل.