لا يزال قرار بعض الدول العربية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر يلقى بظلاله على الصحف العالمية, فقد نشرت صحيفة «ينى شفق» التركية مقالا للكاتب طه كيلينج قال فيه إن التوتر الأخير الذى أدى إلى قرار قطع العلاقات مع قطر ليس مفاجئا فمن المعروف وجود اختلاف فى الرأى بين قطر وجيرانها فى عدة أمور, خاصة بعد نشر وكالة الأنباء القطرية للتصريحات المنسوبة إلى الأمير القطرى تميم بن حمد أل ثاني- على الرغم من النفى بعدها والتأكيد أن الوكالة اختُرقت من جهة غير معروفة – وهى التسريبات التى أشاد فيها تميم بإيران ودورها الإقليمى فى المنطقة. ويرى الكاتب أنه ومع ذلك، فقد اندلعت الأزمة مباشرة بعد زيارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى الرياض؛ ما يثير شكوكا بدوره فى الأزمة, خاصة أن ترامب وصف حماس فى كلمته ب «المنظمة الإرهابية». واستطرد الكاتب قائلا إنه على الرغم من أن الأمير حمد بن خليفة – والد الشيخ تميم- قد لعب مسبقا دورا حيويا فى تحويل الغاز الطبيعى إلى عامل رخاء وحصول قطر على مركزها الحالي, إلا أنه بتمرير السلطة إلى ابنه تميم فى عام 2013, استخدمت قطر ثروتها تلك فى توجيه سياسات الشرق الأوسط عن طريق منبرها الإعلامى «قناة الجزيرة» التى كانت تتعمد تشويه الدول العربية, وبلغت الأموال التى أُنفقت على مشتريات العقارات مليارات من الدولارات, وبالمثل كانت الأموال المخصصة لتأجيج الصراعات هائلة أيضا. ويستطرد الكاتب قائلا إنه طالما كانت «الدوحة» ملجأ وملاذا للتطرف والمعارضة, فهناك استقر المكتب السياسى لحماس بعد مغادرته دمشق, وما زال المعارض الجزائرى السابق عباسى المدنى فى الدوحة, وفى الماضى عاش الرئيس الشيشانى سليم خان يندرباييف أيضا فى الدوحة حتى اغتيل عام 2004. ومن بين العلماء المتشددين المقيمين فى قطر، الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين والمطلوب أيضا فى قضية اقتحام السجون خلال أحداث يناير عام 2011, وعبدالرحمن البر المقيم أيضا فى قطر والذى يلقب ب»مفتى الإخوان» وصاحب الفتاوى التحريضية الشهيرة والذى صدر ضده حكم بالإعدام فى قضية «قطع طريق قليوب», والشيخ وجدى غنيم المعروف بفتواه التحريضية ضد الشعب والجيش المصري، ورغم مغادرته لقطر إلا أنه قد تتلمذ على يده عدد كبير من المتشددين المتطرفين. وفى النهاية يلخص الكاتب إلى أنه طالما سعت قطر إلى أن تكون لاعبا رئيسيا وجهة فاعلة دائما فى الشرق الأوسط؛ ولكن يبدو أن القرارات الأخيرة التى اتخذتها الدول العربية تجاهها سوف تفضى إلى مزيد من العزلة لتلك الدولة.