فى الرد على ضلالة الدعوة إلى توجيه الزكاة إلى دعم الأعمال الإجرامية التى تصفها الجماعات الإرهابية زورا بالجهاد، يشير كتاب «ضلالات الإرهابيين وتفنيدها» الصادر عن وزارة الأوقاف، إلى أن الله عز وجل حدد فى القرآن الكريم المصارف الثمانية للزكاة، فقال تعالى «إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِى الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِى سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ»، والمغالطة فى هذا الباب إنما نشأت من سوء فهم هذه الجماعات لمعنى قوله تعالى «وَفِى سَبِيلِ اللَّهِ»، فقد ظنوا أن ما يقومون به من تخريب وتدمير وقتل وتشريد جهادا فى سبيل الله، فما تقوم به هذه الجماعات ليس جهاد فى سبيل الله، إنما هو حرب عدوانية على الإسلام والمسلمين، وعلى العباد والبلاد، ثم إن هذه الزكاة لها مصارفها الشرعية، يأتى فى مقدمتها قضاء حوائج الفقراء والمساكين وما يحقق أمن المجتمع، فتحريف النصوص وإخراجها عما شرعت له طامة كبري، غير أن هذا المال الذى يُجمع تحت مسمى الزكاة أو الصدقات للإنفاق على اليتامى، والأرامل والفقراء والمساكين وبناء المساجد والمدارس والمستشفيات، ثم يذهب لدعم عناصرهم الإرهابية، لهو أكل للسحت وخيانة للأمانة، وتضييع للحقوق على أصحابها المستحقين لها، وإذا كان القرآن الكريم قد توعد بالعقاب الشديد من لا يحض على طعام المسكين، فقال سبحانه وتعالي «أَرَأَيْتَ الَّذِى يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِى يَدُعُّ الْيَتِيمَ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ»، فما بالنا بمن يعتدى على حقوق الأيتام والمساكين فيصرفها عنهم إلى غيرهم؟ إنه بلا شك تحت طائلة من يأكلون أموال الناس بالباطل، شأن من يأكل أموال اليتيم والمسكين .