فى إطار خطة تصحيح المفاهيم ومواجهة الفكر المتطرف، أصدرت وزارة الأوقاف كتاب «ضلالات الإرهابيين وتفنيدها»، إعداد كل من الدكاترة محمد سالم أبو عاصى عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر سابقا، وهانى تمام مدرس الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين بالقاهرة، وياسر أحمد مرسى مدرس التفسير بكلية أصول الدين بالقاهرة، والشيخ حمد الله الصفتى مدير الشئون العلمية بالمنظمة العالمية لخريجى الأزهر. وفى الرد على ضلالة حصر مفهوم الجهاد فى القتال فقط، يشير الكتاب إلى أنه يظن كثير من الناس أن الجهاد إنما شُرع بعد هجرة النبى الكريم صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وسبب هذا الظن الخاطئ أنهم حصروا الجهاد فى معناه القتالي، ولا شك أن مقاتلة المشركين شُرعت بعد الاستقرار فى المدينة، لكن الذى يغيب عن أذهان الكثيرين، أن ما نزل من القرآن الكريم فى العهد المكي، تحدث عن الجهاد، ففى سورة الفرقان المكية، نقرأ قوله عز وجل «فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا»، والمراد بالجهاد هنا، هو الجهاد الدعوى للكفار، حال كونه صلى الله عليه وسلم فى مكة قبل أن يُشرع القتال. ويوضح الكتاب أنه لما هاجر النبى الكريم صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، نشأت ظروف جديدة، وهي: نشأة أول مجتمع متماسك، ضمن نظام دولة مكتملة الشروط، وما اقتضته من تحصين الحدود وحراستها، والتصدى بالقتال لكل من يتربص بمقومات هذه الدولة أو جاء معتديا عليها، وهكذا شرع الجهاد القتالى فى المدينة، لكن ينبغى التأكيد أن مشروعية الجهاد القتالي، لا تعنى أن أصل الجهاد – وهو الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة - قد انتهي، بل كانت الدعوة إلى الله – ولاتزال- هى الأصل، ولا ينتقل عنها إلى غيرها، إلا حال الاعتداء على الأوطان، وتهديد أمنها وسلمها، فالجهاد القتالى الذى شرعه الله عز وجل، من أجل تلك الظروف، لا يصح استخدامه، إلا عند وجود مثل هذه الظروف.