استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس في البيت الأبيض نظيره التركي رجب طيب أردوغان لبحث عدد من الموضوعات التي تفاوتت بين العلاقات الثنائية المتوترة بين البلدين، في ضوء الانتقادات الأمريكية لسياسات أنقرة القمعية، والملف السوري، في ضوء تسليح واشنطن للأكراد، فضلا عن تجديد أنقرة لطلب تسليم الداعية المقيم في الولاياتالمتحدة فتح الله جولن. وكشفت صحيفة "يني شفق" الموالية لحكومة أردوغان النقاب عن قيام عدد من أعضاء مجلس النواب الأمريكي بالتوقيع على رسالة مفتوحة وصفتها بأنها منحازة لمنظمة "جولن" تضمنت تنديدا بما وصفوه بالممارسات القمعية ضد وسائل الإعلام وحرية الرأي في تركيا، وزعمت الصحيفة أن الموقعين عليها 62 نائباً، وصفتهم بأنهم معرفون بقربهم من جولن. في الوقت نفسه، دعت المعارضة التركية والمدافعين عن حقوق الإنسان الرئيس الأمريكي لبحث قضية تدهور حقوق الإنسان والديمقراطية في تركيا خلال محادثاته مع أردوغان. وقال سيزجين تانريكولو النائب عن حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة في البلاد إن "تركيا تمر بحالة طوارئ منذ الانقلاب الفاشل الذى تعرضت فيه حقوق الإنسان للانتهاك، وتم وضع وسائل الإعلام والحريات الصحفية تحت سيطرة الحكومة، وزاد التعذيب وسوء المعاملة". وأشار محللون سياسيون في أنقرة إلى أن هناك صعوبة ستواجه أردوغان تتمثل في إقناع نظيره الأمريكي لإعادة النظر في قرار تزويد وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا بالأسلحة الثقيلة من أجل مكافحة تنظيم داعش في الرقة، وفي المقابل توجد احتمالات قوية بمنح ترامب ضمانات إلى الجانب التركي بعدم السماح لوصول هذه الأسلحة لمنظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية. وأكد المحللون أنفسهم أن هناك صعوبة أخرى أمام الجانب التركي في إقناع إدارة واشنطن بإعادة فتح الله جولن إلى تركيا أو على الأقل اعتقاله، فضلا عن عدم إمكانية إطلاق سراح رجل الأعمال التركي - الإيراني الأصل - رضا الصراف، متوقعين فشل المباحثات فاشلة التي قد تؤثر مستقبلا على العلاقات الثنائية بين البلدين.