استكمل الرئيس حسني مبارك مباحثاته مع بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بمقر رئاسة الجمهورية بعد ظهر أمس في جلسة مباحثات موسعة حضرها السيد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية, والوزير عمر سليمان والوفد الإسرائيلي المرافق لنيتانياهو. وقال أبوالغيط إن الرئيس مبارك تحدث مع نيتانياهو عن استمرار الحصار علي غزة, وأنه يجب تسهيل الحياة للفلسطينيين وأن مصر لا يمكن أن توافق علي هذا القدرر من الحصار ومعاناة الشعب الفلسطيني. وأضاف أن الرئيس تحدث في اللقاء نفسه عن مسألة الاستيطان بالذات وما أعلن في إسرائيل أمس الأول بالسماح بإقامة ما يقرب من639 وحدة سكنية, غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي قال هناك تجميد للاستيطان لمدة10 أشهر, ولكن أيضا هناك600 وحدة سكنية للفلسطينيين. وأشار وزير الخارجية إلي أن الاجتماع كان ايجابيا في حين تحدث نيتانياهو حول رؤيته في كيفية التحرك في اتجاه الوصول إلي المطالب الفلسطينية بإقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربيةوغزة, ونأمل أن ما نحدث به يستكمل في الزيارة التي سيقوم وزير الخارجية والوزير عمر سليمان إلي واشنطن في8 الشهر المقبل. وردا علي سؤال عما إذا كان نيتانياهو قد عرض خلال المباحثات خطة تتضمن تبادل الأراضي بين الفلسطينيين والإسرائيليين, قال أبوالغيط إنه لا يمكن القبول بما يسمي مشروع أمريكي إسرائيلي, ولا أتصور أن تقبل مصر بمثل هذا المشروع, غير أن مصر يمكن أن تتعايش مع طرح أمريكي يعكس رغبات الطرفين, ويحقق آمالهما, بما في ذلك استعادة الأرض وتحقيق الأمن, وإذا ما نجحنا في اقامة هذه المعادلة, وهي ليست بالصعبة التي تقضي بإقامة الدولة الفلسطينية علي كامل أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة, وفق حدود1967 في مقابل توفير الأمن لإسرائيل, فأتصور أن يطلق ذلك عملية السلام. وأشار إلي أن مباحثاته التي سيجريها مع الوزير عمر سليمان أوائل الشهر المقبل في واشنطن ستتناول بحث ما يمكن للولايات المتحدة أن تطرحه علي الأطراف المعنية, وما يمكن لنا كأطراف عربية أن نسهم في صياغته مع الجانب الأمريكي. وأوضح أبوالغيط أن الجانب الأمريكي في ضوء ما هو متوافر من معلومات لدينا لايزال في طور صياغة أفكاره, مؤكدا أن زيارة واشنطن ليست فقط للاستماع إلي وجهات نظر الجانب الأمريكي, لكنها ستركز علي نقل رؤية مصر والرئيس مبارك إلي الجانب الأمريكي, حول كيفية تحريك السلام, والأسس التي يجب أن يقوم عليها هذا الجهد, والأهداف النهائية لهذا الجهد, والتي يمكن أن نسميهاendgame وهي ما يجب أن تصل إليها المفاوضات, وإطار المفاوضات والمشاركة فيها والشروط التي تتم من خلالها. وردا علي سؤال حول ما إذا كان قد دار حديث عن رفع الحصار عن غزة, في حالة اتمام صفقة الافراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط, قال أبوالغيط إننا لم نتطرق الي تفصيلات هذه القضية, وأضاف انه من الواضح ان صفقة شاليط لاتزال معلقة علي القرارات الفلسطينية الفلسطينية, مشيرا الي أن حركة حماس لاتزال في دمشق تتدبر الأمر, ونتصور أن الوفد الحمساوي الذي حضر من غزة وذهب الي دمشق, يقترب من عودته الي القاهرة.. وسوف نتعرف علي الموقف النهائي لحماس عندما يأتي هذا الوفد. وأضاف, انه تحدث في هذا الصدد تحديدا, وأكد أنه يجب عدم السماح بعرقلة هذه الصفقة, والافراج عن هؤلاء المسجونين الفلسطينيين لمجرد ان البعض منهم اتخذ هذا الموقف أو ذاك, أو تم اتهامه بهذه الجريمة أو تلك, وهي ليست جريمة من وجهة النظر المصرية والعربية, ولكن هذا الوصف هو ماتطلقه إسرائيل عليهم. وأضاف أبوالغيط أن الرئيس مبارك أكد ضرورة أن يفرج الجانب الإسرائيلي عن المسجونين الفلسطينيين كي يتم اطلاق سراح الجندي الإسرائيلي, مشيرا الي أن مصر تتفهم حاجة الجانب الفلسطيني للإفراج عن أسماء معينة, ولا نرضي بالموقف الإسرائيلي الذي يصمم علي ابعاد بعض هؤلاء المسجونين, فهم فلسطينيون, ومن حقهم أن يعيشوا في أراضيهم.. وأضاف أن الأيام القليلة القادمة ستكشف رد الفعل الفلسطيني علي الموقف الإسرائيلي, لأن إسرائيل تصمم علي طرد أعداد منهم خارج الأراضي الفلسطينية, وحجب اعداد أخري منهم, وابقائهم داخل السجون.. مؤكدا رفض مصر للرؤية الإسرائيلية في هذا الصدد. وردا علي سؤال حول ماتردد عن سعي نيتانياهو خلال زيارته الي القاهرة الي تعديل اتفاقية كامب ديفيد لزيادة أعداد القوات المصرية في سيناء, قال أبوالغيط إن المباحثات لم تتطرق الي هذا الأمر. وردا علي سؤال حول إذا ماكان قد تم التطرق الي الممارسات الإسرائيلية لتهويد القدس وتغيير ملامح المسجد الأقصي.. قال أبوالغيط إن الرئيس مبارك أكد ضرورة وقف الاعمال التي تؤدي الي توتير الموقف, وتؤدي الي فقدان الثقة.