الحرب السياسية المعلنة التى تخوضها تركيا بضراوة ضد مصر منذ سقوط المعزول محمد مرسى وإيوائها لعناصر الجماعة الإرهابية، لا تقتصر فقط على نوع معين من الدعاية المضادة فحسب، بل إنها وبفرط من غباء تستعين بفننا الراقى فى الترويج لنفسها باعتباره يمثل قيمة روحية وإبداعية لاتفقد طزاجتها فحسب، بل إنه لا يزال له تأثير السحر فى وجدان آل عثمان الطامحين نحو استعادة مجدهم البالي، ففى الفترة الأخيرة لاحظ المتابعون لبعض القنوات الفضائية التركية أن هذه القنوات عجزت عن فعلها السياسي، ولاتزال واقعة فى التأثر بالفن المصرى الذى علمها أسس وقواعد تلك الصناعة، فى محاولة من جانبها استمالة الشعب المصرى الذى استعصى عليها. وعلى الرغم ما تعرضه الشاشات المصرية من مسلسلاتهم الرديئة على مستوى الشكل والمضمون، فقد لجأوا أخيرا إلى عرض أفلام النجم المصرى الراحل فريد شوقي، التى قدمها فى تركيا فى نهاية الستينات، إلى حد أنه ما أن ينتهى فيلم على قناة فضائية، حتى نجد الفيلم نفسه على فضائية آخرى، فقد تم أخيرا عرض حوالى 15 فيلما تركيا لوحش الشاشة فى أيام قليلة، غير أفلام أخرى لنجوم مصريين وعرب مثل إيهاب نافع، سميرة أحمد، مريم فخر الدين، نجلاء فتحي، مديحة كامل، طروب، دريد لحام، ونهاد قلعي. فهذه الأفلام التى قدمها النجم المصرى فريد شوقي، تبرزقوة مصر الناعمة، ولم يقدم فيها أى مشاهد جريئة أو مشاهد تخدش الحياء، فى حين أن الجرأة المسيئة تحملها المشاهد التى قدمتها نجمات تركيا مع بعض أبطال الأفلام الأتراك وتظل علامات مسيئة تعكس الوقوع فى الرزيلة والتى ليست بغريبة على مجتمع يقتات مايقرب من 300 ألف امرأة على أفلام البرنو. جدير بالذكر أن تاريخ هذه الأفلام يرجع إلى نكسة يونيو 1967، فى وقت حدث فيه كساد للسينما المصرية، وتزامن فى هذه الفترة أن جرب فريد شوقى حظه فى السينما التركية، وقدم سلسلة كبيرة من الأفلام مع أكبر نجوم ونجمات السينما التركية، وكانت البداية من خلال دور قصير كضيف شرف فى فيلم " الفتى الذهبي"بطولة " جوكسيل أرصوى"، وفى عام 1968 قدم سلسلة من الأفلام، حيث يمكن اعتباره عام السعد له فقام ببطولة العديد من الأعمال التركية، حيث ظهر كبطل ثان فى فيلم " خمس نساء مثيرات" بطولة جونيت أركين، وهوليا دارجان، وفى نفس العام شارك النجمة اللبنانية طروب، والنجم التركى إيرول بويوك بورج، والنجمة سيفدا فيرداج بطولة " البحث عن عريس"، كما قام ببطولة فيلمه الجميل "جميلة"مع مراد سويدان، والنجمة هوليا كوجيجيت، التى تعد واحدة من رائدات السينما التركية. وبعد النجاح الساحق قدم أبطال الفيلم الثلاثة وشاركتهم البطولة طروب رائعة جديدة تحت عنوان " أحببت رجل شرس"، وحمل " أفيش" الفيلم صورة فريد شوقى كبطل مطلق حيث أصبح مصدر جذب للجمهور التركي، وفى عام 1969 حصل " الملك" على جائزة "البرتقالة الذهبية"، كأفضل ممثل من مهرجان "إنطاليا السينمائى الدولي" عن دوره فى فيلم " جميلة"، ليكون أول أجنبى يحصل على هذه الجائزة متقوقا على عمالقة السينما التركية. وتوالت أفلام فريد شوقى التى كتب معظم سيناريوهاتها السيناريست الكبير عبدالحى أديب، وقام بإخراجها مجموعة كبيرة من نجوم الإخراج التركى مثل عاطف يلمز، ماتين أركسان، يلمز كوني، هولكى سانير، مهمت إسلان ، و من هذه الأفلام " موعد فى بيروت"، " مغامرات فى اسطنبول"، " عثمان الجبار"، " بعت حياتي"، " رجل لا يعرف الخوف"، " السائح عمر فى جزيرة العرب"، " الصعلوك"، " رجل الليل"، " أيوة"، " المزار"، " الخادم"،" غوار لاعب كرة"، وتولى نيازى مصطفى إخراج فيلم " شيطان البوسفور"، وكان آخر أفلام " الملك" التركية " خطايا الآباء" عام 1973 مع الفنان " أكرم يورا" الذى جسد مؤخرا جد " مهند" فى مسلسل " نور، بعدها ابتعد " الملك" عن السينما التركية، ورجع لمصر.