يبدو المجمع العلمي وهو يطل علي شارع قصر العيني في أبهي صوره بعد أن تعافي من آثار الحريق الضخم الذي تعرض له إبان احداث مجلس الوزراء في ديسمبر الماضي, مما أدي إلي انهياره, ولكن بعد أن تولت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة أعمال الترميم في فبراير الماضي, والتي لم تستغرق إلا ثلاثة أشهر فقط انتهي في مايو الماضي تغير الماضي تماما وعادة المجمع إلي سابق عهده كتحفة معمارية جميلة تسر الناظرين وتليق بما تحويه من كنوز تاريخية. بداية أكد اللواء طاهر عبدالله طه رئيس الهيئة الهندسية وعضو المجلس الأعلي للقوات المسلحة اننا استلمنا المبني متهالكا تماما بعد تعرضه للحريق اثناء احداث مجلس الوزراء فقمنا بالدفع بطاقم من الضباط المهندسين الاستشاريين لتقدير حجم الخسائر والوقوف علي أنسب أسلوب لإعادة ترميم المبني وعقدنا مؤتمرا بإدارة المهندسين المتخصصين في الهندسة المعمارية والانشائية لاختيار أنسب الطرق التي تراعي الاشتراطات الأثرية وكذلك أحدث المواد وأفضل أسلوب للعمل بحيث يخرج المبني بنفس الروح والطابع الذي كان موجودا قبل الحريق ولذلك تم اختيار أكفأ الشركات المتخصصة لمعاونة إدارة المهندسين العسكريين في أعمال الترميم ورفع الكفاءة وكان من بينها شركة المقاولون العرب. وأضاف بعد ذلك دخلنا مرحلة الاختبارات الهندسية حيث تم اختبار قلب المبني وأخذ عينات من الحوائط ثم تم عمل تقرير عن صلاحية المبني ضم مجموعة من التوصيات تمثلت في ضرورة حقن الحوائط بالدور الأرضي التي تأثرت بالحريق أو سقوط الأسقف والمعرضة لأحمال مرتفعة باستخدام مستحلب مونة أسمنتي جيري يتم تحديد نسبها بحيث تتوافق مع المونة والحجر الأصلي وأن يتم تدعيم حوائط المباني بالدور الأرضي باستخدام طبقة خرسانية مسلحة سمكها لا يقل عن10سم يتم ربطها بالحوائط باستخدام اشاير ربط يتم تزريعها بالحوائط بمونة ايبوكسية وكذلك يتم تدعيم الطبقة الخرسانية المسلحة بأكتاف خرسانية بسمك25سم وبطول40سم لتدعيم الطبقة الخرسانية خارج المستوي. كما أوصي التقرير بأن ترتكز الطبقة الخرسانية علي أساسات من الخرسانة المسلحة يتم تصميمها بما يتناسب مع طبيعة التربة ومناسيب تأسيس الحوائط وأن يتم تنفيذ سقف الدور الأرضي من الخرسانة المسلحة المرتكزة علي طبقة التدعيم الخرسانية المسلحة وأن يتم اجزاء الأسقف الباقية بالدور الأول وإعادة انشاء سقف الدور الأول من الخرسانة المسلحة وتركيب الشدادات التي يجب إزالتها. وأضاف اللواء طاهر أنه بعد ذلك دخلنا في مرحلة إعداد التصميمات واللوحات الهندسية ثم مرحلة التنفيذ حيث تم إزالة مخلفات الحريق الناتجة من هدم سقف الدور الأرضي والأول وبعض الجدران باجمالي430مترا مكعبا مخلفات كما تم تكسير جميع أعمال البياض الداخلية والخارجية وفك الحوائط المتهالكة وصب خرسانة مسلحة للأساسات والأرضيات بإجمالي220مترا مربع, كذلك تم تدعيم الحوائط بأشاير من الحديد المسلح وتثبيتها بمادة لاصقة ثم فرد شبك من الحديد المسلح وربطها بالاشاير واستخدام الخرسانة المقذوفة والمعروفة بنظام الشوك كريت باجمالي0281 مترا مربعا, وتم أيضا تزريع أعمدة داخلية إضافية لزيادة قدرة تحمل المبني وتحميل الأسقف وصب خرسانة مسلحة لسقف الدور الأرضي وبناء حوائط الدور الأول من نفس نوع الحجر المستخدم للحفاظ علي المبني وعمل ترميم للأجزاء المتالكة. وصب خرسانة لسقف الدور الأول باجمالي116مترا مكعبا واستكمال أعمال مباني الحجر لدروة السطح وأعمال بياض المحارة باجمالي2753مترا مربعا وأعمال عزل الرطوبة والحراري للسطح وأعمال تركيب بلاط السطح وتركيب الأرضيات من الرخام الفردي والباركيه وتركيب حوائط سيراميك لدورات المياه والمطبخ ودهان الحوائط الداخلية والخارجية من المواد حديثة المقاومة للعوامل الجوية كما تم تنسيق الموقع العام وتركيب المرافق من مياه وكهرباء وتركيب تكييف مركزي للمبني وتركيب الأسقف المعلقة وكذا إذاعة داخلية ونظام انذار ونداء آلي للحريق ودهان الشبابيك بمادة مؤخرة للحريق وتركيب نظام كاميرات مراقبة. وأضاف طاهر أن المبني بهيئته الحالية بعد ترميمه قد عاد لأصله وقيمته التاريخية كمبني علمي بما يتفق مع أغراضه حيث يبلغ ارتفاعه14مترا مربعا عبارة عن دور أرضي يحتوي علي قاعة مطالعة بمساحة18 مترا مربعا ومكتب لمدير المجمع وعدد3 غرف مخصصة للمخازن بإجمالي69 متر مربع ودورة مياه ومطبخ. أما الدور الأول فتوجد به قاعة اجتماعات بمساحة124مترا مربعا وغرفة اجتماعات لمجلس الإدارة. وأشار إلي أن افتتاح المجمع سيتم قريبا ليعود منارة علمية وطنية شامخة.