فجرت ثورة25 يناير حالة الكبت السياسي لدي المواطن في ثلاثية العجز الكلي للقدرة البشرية لا أري لا أسمع لا أتكلم التي تعوقه عن أداء رسالته المكلف بها لإعمار الأرض وهي مسئوليته. وقبلها الإنسان وسخرها الله له في الكون لإنجازها بأمانة تحت حتمية الحساب, وقد انتشرت هذه الثلاثية بالعدوي بين المواطنين لتصيب المجتمع وتصبح وباء بل بلاء, وهنا يكمن الخطر في المصلحة القومية, خاصة عند التساهل في المعالجة الحاسمة لهذه السلوكيات المتغلغله في النسيج المجتمعي والكيانات المؤسسية الداعمة والمكونة للدولة, الأمر الذي يستدعي المزيد من الدعم والتحديث للأجهزة والنظم اللوجيستية, ومزيد من التدريب والتنظيم والتأهيل المعنوي والأدبي, والقدرة علي التعامل مع مستجدات الحراك السياسي في هذه المرحلة الانتقالية لإعادة تأهيل الأمة لتليق بحضارتها وتاريخها وموقعها الجغرافي الاستراتيجي الفريد. والديمقراطية لن تمنح توكيلا خاصة لمراهقي السياسة أو طالبي الزعامة المرضية ولا للجماعات والفصائل المرتدية عباءة الدين وعمامة التعصب, لأن الرأي أصبح موجودا فوق الأرض, والآخر صار متاحا, والاستحقاقات للجميع, وليست لفصيل أو جماعة دون الأخري.. فللمواطنة قانون حتمية عدم التمييز, ومنذ ثورة 52 وما قبلها مرت الشخصية المصرية بمحطات مختلفة في الحراك السياسي, وفي بيئة حاضنة لكثير من الأيديولوجيات والرؤي والمساعي الدينية والتنوع العقائدي والائتلافات الثورية والفصائل السياسية, أباحت له السلوك القمعي اللا أخلاقي مما ساعد علي الانفلات الأمني خاصة خلال النظام السابق الذي سلب كثير من القيم الإيجابية, وأهدر الفاعليات الأخلاقية وقضي علي الشخصية المصرية واستنبط السييء فيها. بشفافية.... نريد قدوة بعيدة عن زيف جلباب الأبوة.. نريد قدوة دينية وسطية بعيدة عن العمامة المتطرفة.. ودعونا لا ننظر للوراء.. ونريد منهجا تربويا بعيدا عن الأحقاد للأجيال المقبلة بقيم سلوكية يتعاظم فيها العلم والإيمان الصادق بالدولة المدنية الحديثة الوطنية بعمق حضارتها وتاريخها, حفظ الله مصر. [email protected] المزيد من أعمدة عبدالفتاح إبراهيم