قطاع التعدين هو القاسم المشترك في برامج مرشحي الرئاسة والذين عولوا علي القطاع لايجاد تمويل بعشرات المليارات من الجنيهات للمشروعات القومية الكبري كتعمير سيناء واستكمال توشكي.. وبجانب تلك الآمال والطموحات, فان القطاع التعديني يمكنه ان يكون حلا جيدا لاخطر مشكلة تواجه مصر وهي البطالة, والتي تتراوح بين3 ملايين اي12% من قوة العمل البالغة25 مليون مواطن طبقا للتقديرات الرسمية ونحو9 الي12 مليون عاطل في تقديرات الخبراء ومنظمات المجتمع المدني, فهذه المبادرة التي اعلن عنها رئيس هيئة الثروة المعدنية المهندس فكري يوسف تستهدف تخصيص الف منجم لشباب الجيولوجيين بنظام حق الانتفاع بما يسهم في ايجاد الالاف من فرص العمل الجديدة سنويا. وكما يقول المهندس فكري يوسف فإن الهيئة تدرس حاليا بالتعاون مع جمعية نهضة التعدين آليات اطلاق المبادرة والتي ستبدأ بمنح تراخيص1000 منجم صغير, واضاف ان هذه الآليات تتضمن توفير برامج تدريبية متخصصة في أعمال التعدين وإدارة المناجم بالتعاون مع مجلس التدريب الصناعي بحيث يكون اجتياز تلك الدورات احد شروط الاشتراك في المبادرة, ايضا من ضمن الآليات المقترحة الاتفاق مع شركات التعدين الكبري لشراء الخامات التعدينية المستخرجة من الالف منجم طبقا للمواصفات القياسية وبالسعر العادل, او انشاء شركات لشراء هذه الخامات وتسويقها في الداخل والخارج, وقال إن من الآليات ايضا انشاء مجمعات تعدينية صغيرة بالاستفادة من الخامات التعدينية ذات الجودة العالمية مثل منطقة انتاج الحجر الجيري( الكالسيوم كربونيت) بالمنيا التي يوجد بها أفضل جودة لهذه الخامة علي مستوي العالم, وحاليا يعمل بالمنطقة200 محجر لانتاج الحجر الجيري, مشيرا الي امكانية اقامة تجمع صناعي في هذه المنطقة يتخصص في طحن الحجر الجيري. من ناحيته اوضح حمدي زاهر رئيس جمعية نهضة التعدين ان مبادرة الالف منجم يمكنها تحقيق العديد من فرص العمل الجديدة تزيد علي100 الف وظيفة سنويا بقطاع التعدين, بخلاف الصناعات القائمة علي الخامات التعدينية حيث ستسهم تلك المبادرة الجديدة في ايجاد مجمعات تعدينية صغيرة في جميع انحاء الجمهورية علي غرار دول العالم الاخري التي تطبق هذا النظام بالفعل منها21 دولة في افريقيا, كل منها تمتلك علي الاقل100 الف منجم صغير يزيد عدد العاملين فيها علي المليون فرد, مثل انجولا ولديها150 الف منجم صغير وافريقيا الوسطي100 الف وساحل العاج400 الف وبوركينافاسو نفس العدد واريتريا500 الف منجم واثيوبيا مليون و100 الف. وأضاف ان نجاح المبادرة يعتمد علي محورين مهمين الاول التمويل, ولهذا تعكف جمعية نهضة التعدين علي دراسة الاسلوب الامثل لتمويل اقامة المناجم الصغيرة والمجمعات التعدينية المزمع انشائها عليها لتحقيق قيمة مضافة عالية من تلك الخامات, مشيرا الي ان آليات التمويل التقليدية لا تناسب هذه المشاريع الصغيرة, وقال ان العامل الثاني لنجاح المبادرة هو ضمان جودة الخامات التعدينية المستخرجة ولهذا فقد تم الاتفاق مع هيئة الثروة المعدنية علي تكليف الادارة المركزية للمعامل بالهيئة بوضع مجموعة من المعايير لتقييم جودة تلك الخامات مع اجراء تحليل دوري لعينات من هذه المناجم بسعر عادل. وأختتم حمدي زاهر تصريحه قائلا: ندعو لسرعة اطلاق المبادرة والتي يمكن تمويلها من خلال طرح اسهم او سندات في البورصة المصرية بحيث يتم تكوين شركة قابضة تعمل تحت مظلتها تلك المناجم والمجمعات الصناعية التعدينية علي ان يكون عائد تلك السندات او الاسهم نسبة من ارباح المشروع, وكما سيسهم في حل جزء من مشكلة البطالة, سيكون البداية لقيام البورصة بدورها الاساسي في تعبئة المدخرات الصغيرة واستثمارها في كيانات جديدة تضيف للناتج المحلي لمصر.