فى تناغم واضح يعمل المصريون فى المجر جنبا إلى جنب من أجل نشر أفضل الصور عن مصر .. عن حاضرها ومستقبلها، انطلاقا من ماض تليد يتخذونه تكئة ليس لمجرد الترويج للسياحة كما يحلو للبعض التركيز عليه فى الآونة الاخيرة،، بل لرسم ما قد يكون «خريطة طريق» تعيد مفرداتها للعلاقات المصرية المجرية سابق رونقها وأهميتها على مختلف الأصعدة. جهود يراها الكثيرون نموذجا متميزا يستحق أن يحتذى لكل من يريد المشاركة فى رفع اسم مصر فى الاوساط الاجنبية إلى المستوى الذى تستحق، فى اطار يبدو أبعد ما يكون عن الأطر التقليدية التى طالما حددت ملامح مثل هذه الانشطة فى الداخل والخارج على حد سواء. من هذا المنطلق كانت الندوة التى نظمها أبناء مصر فى المجر بمشاركة نشيطة من جانب السفارة المصرية، ودعم واضح من جانب أصدقاء مصر من المجريين الذين سبق أن أقاموا فيها، أو ترددوا على زيارتها لفترات طويلة تسمح لهم برصانة القول، وعذب الحديث، عن بلد يقولون إنهم يظلون يحملون له عميق الحب ورقيق المشاعر، وفى هذه الندوة التى دعا إليها الدكتور السيد حسن رئيس اتحاد الروابط العربية والجالية المصرية فى المجر، بدعم واضح من جانب السفير محمود المغربى سفير مصر فى المجر، ومشاركة لفيف معتبر من أبرز رجالات المجتمع المجرى وممثلى الاوساط الدبلوماسية العربية فى بودابست، استدعى المتحدثون ما اختزنته الذاكرة من مشاهد وذكريات طيبة «وحكاوي» استعرضوا من خلالها ما كانت عليه مصر، وما يجب ان تكون عليه بما تملكه من أرصدة وركائز يمكن البناء عليها لولوج عالم أكثر امنا واستقرار وبهجة وجمالا. وها هى سوزى لابوش الدبلوماسية المجرية التى قالت إنها قضت ستا من احلى سنوات عمرها بين أحضان القاهرة وعلى ضفاف نيلها وعلى مقربة من آثارها وتاريخها، تكشف عما فى مكنون الذاكرة. قالت ان تاريخ هذا البلد العريق قد يكون مدخلا مناسبا للحديث عن أبناء مصر ممن يشكلون «شعبا طيب الاعراق» بتنوع عاداته وتقاليده وثقافاته التى تشكل فى مجملها أروع الصور لاجمل الاوطان التى لايمكن للزائر إلا أن يحبه، ويقع عن طيب خاطر فى أسر هواه. وكان السفير المغربى فى حديثه إلى «الأهرام» تناول هذه الفعالية التى أقامتها الجالية المصرية من خلال تساؤله «عمن يمكن ان يعرض تاريخ وعظمة مصر على المجريين افضل من المجريين أنفسهم» . وقال ان «مجرية محبة لمصر قدمت «عرضاً»على مدى ساعة كاملة شارك فيها عدد كبير من المهتمين بالثقافة والحضارة المصرية، الأمر الذى أتصور معه إضفاء مزيد من المصداقية على واقع الأحداث فى مصر جراء هذا النقل الأمين المباشر. وعن النشاط الذى تبذله السفارة المصرية، والمصريون فى المجر قال السفير المغربي: كانت ولاتزال من الأولويات المتقدمة فى عمل السفارات بالخارج فى المرحلة التالية لثورة يناير 2011 مهمة الترويج لجذب السياحة إلى مصر، من خلال تأكيد ماتتمتع به مصر من أمان اتصالا بكفاءة الجهود الخاصة بمحاربة الإرهاب، والنجاح فى حصره فى مساحة، محدودة بعيدة كل البعد عن مناطق الجذب السياحي، سواء بالمناطق الأثرية بالأقصر وأسوان أو بمناطق المنتجعات السياحية ذات الجابية الخاصة للسائح المجري، واتصالا بالعلاقات الإستراتيجية القائمة بين البلدين، والتى عكستها الزيارات المتبادلة على مستوى القمة أو على المستويات الوزارية القطاعية، تفهم المسئولون المجريون طبيعة الأحداث فى مصر خاصة بعد مقارنتها بوجهات سياحية أخرى اعتاد المجريون على ارتيادها وثبت لهم أنها أقل أماناً وترحاباً بهم مقارنة بمصر» وأضاف ان «وزارة الخارجية المجرية لم تقم فى أى مرحلة سابقة بتعديل إرشادات السفر الموجهة إلى مصر، واستمرت على نهجها الإيجابي، الأمر الذى شجع على مزيد من تأكيد الاستقرار الأمنى الذى تتمتع به مصر». وحول آفاق نجاح الترويج السياحى إلى مصر، خص السفير محمود المغربى بالذكر «المشاركة الفعالية فى المناسبات السياحية الجماعية» وأشار ضمنا إلى المشاركة المصرية فى معرض بودابست الدولى للسياحة والسفر فى بداية شهر مارس 2017 بالتنسيق مع المكتب السياحى المصرى فى براج والمشرف على النشاط ذى الصلة فى المجر. وقال «ان الجناح المصرى فى المعرض حظى باهتمام كبير، وشهد مشاركة أكثر مشاركة سياحية مصرية قدمت عروضها الجاذبة والمنافسة جودة وسعراً». وحول الخطط المستقبلية، كشف السفير المغربى عن ان «السفارة المصرية فى بودابست بالتنسيق مع المكتب السياحى فى براج تعتزم تنظيم رحلة تعريفية لعدد من المجريين العاملين فى المجال الإعلامى لزيارة مصر فى نهاية ابريل المقبل لنقل انطباعاتهم للمواطن المجري، بمساهمات من جانب شركات سياحية مصرية نشاطة على الأراضى المجرية». وخلص إلى أن «اتصالات السفارة تكشف عن وجود مؤشرات قوية على تنامى السياحة المجرية، بدءا من أبريل المقبل إلى كل من الغردقة وشرم الشيخ، وذلك فى ضوء المتابعة هنا مع شركات السياحة بالسوق المجرية». ومن اللافت بهذا الشأن وكما أشرنا عاليه ذلك التناغم الفريد النمط فى العمل المشترك بين السفارة ورابطة الجالية المصرية، والذى لايقتصر على العاصمة بودابست وحدها، بل ويتعداها إلى التواصل مع ممثلى الأوساط الثقافية والاجتماعية فى العديد من المدن المجرية الأخري، من خلال التواصل المباشر،، وعبر مختلف قنوات التواصل الاجتماعى فى الشبكة الدولية «الانترنت».