إنه وليس غيره، خالد الذكر السيد يسين، المكرس لكل ما هو أخلاقى ونبيل، وفى القلب منها: ثقافة العدل، والدفاع عن الفقراء والمهمشين والمقهورين، وحقوق الإنسان فى كل مكان. إلى جانب عشرات الجهود والأعمال العلمية والعملية التى تتميز بالتنوع، والثراء، والمنهجية النقدية والتأصيل الاجتماعى والثقافى، ويكفى أن نشير إلى قيام مفكرنا خالد الذكر بتكريس ثقافة وحقوق الإنسان فى كل مكان. والعمل من خلال منظومة المثل والقيم العليا، التى يجمع بينها دون تناقض أو تعارض، فمع عزة النفس يأتى التواضع الجم، ومع الأستاذية والريادة تأتى فضيلة حب الإفادة ولو من تلاميذه، ومع اعتلائه منصات الإلقاء، يكون المستمع الجيد للحضور، ومع الكتابة وحب القلم تأتى الاستجابة لأى دعوة مهما بعد المكان، والقدرة على مخاطبة الجماهير الواسعة والنخبة المثقفة، بالرغم من التباين فى مستوى الفهم والثقافة. عشرات القيم والخصال التى يطول شرحها ويصعب حصرها. أما الإنتاج الفكرى والجهود العلمية فمتعددة متنوعة، خصبة ثرية وفيها ينطلق من منهجيةےے نقدية، عميقة الرؤى والتأصيل الاجتماعى والثقافى لكل ما يتناوله من قضايا، وقد تكفى الإشارة إلى قيامه بعمليات التأصيل النظرى والمعرفى مفسراً لما حدث ويحدث من تغيرات وتحولات كبرى، وقد أثمر هذا الجهد المتميز عن وضع العديد من الكتب والمؤلفات حول هذه التغيرات والتحولات. و تكريس ثقافة المواطنة وحقوق المواطن، فقد أولاها ما تستحقه من الاهتمام، بحكم الظروف والتغيرات المحلية والعالمية التى نعيشها. والتناول الموضوعى والعلمى بقضية »الحوار بين الحضارات« خاصة فى عصر العولمة. أما أعماله وجهوده الإنسانية فيطول شرحها : فاعلية وتأثيراً، وقد تكفى الإشارة إلى أنه المؤسس الرئيسى للعديد من المراكز والمؤسسات العلمية، منها على سبيل المثال: الصرح العلمى الكبير »مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام » والذى منه تخرج العديد من الأسماء اللامعة فى حياتنا الثقافية والسياسية والفكرية. إلى جانب أستاذيته لعلم الاجتماع السياسى، ورئاسته المرصد الاجتماعى المصرى بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، وحصوله على جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية. وما يزال نهر العطاء لمفكرنا متدفقاً، يحمل الخير لكل البشر. رحم الله فقيدنا الغالى والذى سيظل دوماً فى سجل الخالدين، لأنه المفكر العظيم السيد يسين. لمزيد من مقالات د.محمد سكران