تقف الدول الكبري ودول غرب إفريقيا عاجزة عن التصدي لاستيلاء الحركات الإسلامية المتشددة علي شمال مالي مهددة بتحويل المنطقة إلي معقل أساسي لتنظيم القاعدة ونقطة انطلاق للقفز منه علي دول شمال وغرب ووسط إفريقيا لمحاربة نظم الحكم الموالية للغرب وضرب مصالح الدول الغربية, فبعد سقوط نظام الرئيس توماني توري سارع المتمردون الطوارق بالاستيلاء علي نصف البلاد الشمالي تمهيدا لإقامة دولة أزواد الخاصة بهم. لكن إقامة دولة علمانية في أزواد كما أراد الطوارق الذين رغم هزيمتهم مازال بإمكانهم العودة للقتال بعد إعادة تجميع أنفسهم لم يرق لحركتي أنصار الدين والتوحيد والجهاد اللتين سارعتا بتطبيق التفسير المتشدد لأحكام الشريعة الإسلامية والدخول في مواجهات مسلحة مع الجبهة الوطنية لتحرير أزواد حتي طردها تماما من المدن الرئيسية الثلاث تمبكتو وجاو وكيدال, وهددت التوحيد والجهاد دول الجوار والدول الكبري ودول منظمة غرب إفريقيا من أنها ستضرب مصالحها في كل مكان إذا تدخلت عسكريا. وفي مواجهة هذا التطور المزعج لم يعد لدي دول غرب افريقيا والولايات المتحدة وفرنسا المستعمرة السابقة لمالي من خيارات سوي واحد من ثلاثة: الانتظار حتي تتضح الأمور عسي أن تقضي تلك الحركات علي بعضها بعضا في صراع علي السلطة بسبب اختلاف العقائد والتوجهات. الإسراع بدعم قوات جيش مالي عسكريا وماديا لإعادة تأهيله ليتمكن من استعادة السيطرة علي المنطقة, ولكن هذا ربما يأخذ وقتا طويلا يرسخ خلاله المتمردون أقدامهم. التدخل عسكريا من جانب دول غرب إفريقيا بدعم لوجيستي واستخباراتي من أمريكا وفرنسا ومادي من الأممالمتحدة. لكنها عملية غير مضمونة النتائج وقد تغرق المتدخلين في مستنقع لايستطيعون الخروج منه بسهولة ومن المرجح أن تدفع المتشددين الإسلاميين إلي الهروب إلي الدول المجاورة وشن عمليات إرهابية مدمرة. المزيد من أعمدة عطيه عيسوى