بدأ ظهور الكُتاب " بضم الكاف " في الدولة الإسلامية منذ العصر الأموي كساحة منفصلة أو ملحقة بالمسجد أو باحواش بيوت المحفظين لتحفيظ الصغار القرآن الكريم وتعليمهم مبادئ القراءة والكتابة والحساب . وكان دورا مميزا حيث خرجت الكتاتيب عظماء الفقهاء والحفظة رغم تحمل أولياء الأمور نفقات تعليم الأبناء وعدم اكتراث الحكومات بها . والتحق خريجي الكتاتيب المصرية بالمعاهد الأزهرية وبهم بدأ محمد علي باشا نهضته التعليمية في مصر الحديثة. ومن مشاهير خريجي الكتاتيب رفاعة الطهطاوي وطه حسين الذي صورت روايته " الأيام " ما يدور في الكتاتيب في عصره والشيخ أحمد شفيق كامل الذي صدحت أم كلثوم بقصائده ومن مشاهير المحفظات في العالم الإسلامي من النساء في العصر الحديث الشيخة زينب محفظة قرية صراوة أشمون منوفية والتي خرجت الكثير من الحفظة . ولكننا وبخاصة في المدن كالقاهرة والإسكندرية اقتنعنا بما بثه في عقولنا الاستعمار الإنجليزي والفرنسي عن عدم أهمية الكتاتيب وأنها لأولاد الفقراء من الفلاحين والصعايده وأن التعليم بمدارس اللغات هو الأفضل للطفل وقد كنت واحدة من هؤلاء الذين تعلموا بالمدارس الأجنبية التي لا تعبأ بتحفيظ القرأن والنتيجة بالتأكيد انني لم أقدم على حفظ القرأن يوما ما بحياتي بكل أسف واتمنى ان انجح بتدبره في الفترة المقبلة . حتى لا تفهم كلامي خطأ ؛ أنا لست ضد التعليم بالمدارس الأجنبية وطلب العلم وتعلم اللغات من الأمور التي يحثنا الدين الإسلامي عليها ولكنني أقصد أنه كان يجب علينا عدم الاستغناء عن الكتاتيب أو إنشاء مدارس حديثة راقية لتعليم الصغار القرآن كما كان يحدث بالماضي منذ بلوغهم عامهم الثالث إلى إن يبلغوا سن السابعة بجانب التعليم بالمدارس اللغات أو المدارس الحكومية ولا أخفي عليك خبرا اذا قلت لك أن حفظ القرأن وما أعظمه من مقصد !! ... ليس مقصدي الوحيد ... ولكنني أقصد كذلك إتقان اللغة العربية بمفراداتها اللغوية المتعددة والراقية للغاية من خلال تعلم الأطفال للقرآن. لقد تم إيهامنا بإن هذا ظلم للطفل وإثقالا عليه من قبل المستعمر ولكن حقائق الدراسات العلمية تأتي عكس ذلك حيث تؤكد أن الطفل يكون قادرا على التعلم والحفظ بطلاقة وهو دون السابعة من العمر فكما يقال أن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر. وللأسف نحن لم نكتفي بأكل الطعم {بضم الطاء} والوقوع في الفخ الذي أوقعنا به المستعمر بإلغاء الكتاتيب ولكن أيضا كي تكتمل المأساة فصولا ؛ يتجه الكثير منا بالوقت الحالي إلى كتابة طلاسم على مواقع التواصل الاجتماعي ليست حتى باللغة العامية ولكنهم يكتبون بحروف أجنبية إما جهلا باللغة الأجنبية في الغالب أو تقليدا أعمى لا يستند إلى المنطق من بعيد أو قريب ويطلقون عليها بكل فخر الفرانكو آراب ... تبا للغة الفرانكو عربي أو الفرانكو آراب البلهاء التي تكتبون بها أيها الأصدقاء ، فهى بدون شك ؛ ليس لها أي معنى ؛ لا هى تحافظ على لغتنا العربية ولا حتى ترتقي بلغتنا الأجنبية !! أرحمونا من هذه اللغة الجهلاء العمياء العرجاء الصماء البكماء يا عالم واحترموا لغتكم العربية وتحدثوا بها مع بعضكم البعض وتحدثوا بما تعلمتم من اللغات الأجنبية مع أصدقائكم الأجانب على مواقع التواصل الاجتماعي وكفانا سطحية وتفاهة وهدما للغتنا العربية لغة القرآن. [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي;