بين عناد الأبناء وخوف الأباء عليهم، يقف الأباء فى حيرة شديدة.. البعض يرى أن الحل بترك حرية التصرف لهم فى كل الأمور حتى يستطيعوا بناء شخصيتهم والبعض الآخر يختلف فى الرأى.. ..................................................... تقول د. منى ربيع أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس إن المراهقة مرحلة انتقالية بين الطفولة والشباب، وهذه المرحلة لا نستطيع فصلها عن المرحلة السابقة أو التالية لها، لذلك يجب أن يكون الأهل على دراية واستعداد لهذه المرحلة قبل بدايتها.. بمعنى أن يتم الاستعداد لمشاكل المراهقة منذ الطفولة، فيجب أن يتعود الأب والأم على الإنصات لأبنائهم والاهتمام بآرائهم كما يهتمون بتربيتهم وإعدادهم البدنى والعقلى والتعليمى، كذلك الاهتمام بالاستماع لأفكارهم مبكرا حتى لا يفاجأ الأباء بأفكار جديدة ظهرت فى حياة الأبناء. يجب كذلك الاهتمام بتكوين علاقة صداقة بين الأباء «الأبوين» والأبناء، بنفس أهمية التعليم والتدريبات الرياضية لهم.. ومن الأخطاء الشائعة فى تربية الطفل أو المراهق اللجوء إلى العقاب البدنى المؤلم، فالعقاب وخاصة الضرب أسلوب غير صحى حيث ينتج عنه أضرار بالغة الخطورة على شخصية المراهق، فغالبا ما يكون شخصا جبانا لا يستطيع المواجهة فى المواقف الصعبة، أو شخص خبيثا يلجأ للتحايل للتخلص من المواقف الصعبة، وعلى الأباء أن يعودوا أبناءهم على الاستجابة للأوامر بدون إجبار. وتشير إلى أنه ينبغى على الأباء فى هذه المرحة أن يعلموا أن الأبناء فى هذه المرحلة يمرون بظروف فسيولوجية، كذلك تعلقهم وارتباطهم بأصدقائهم «شلتهم» أكثر من تعلقهم بالأسرة، والطبيعة النفسية لهذه المرحلة حيث يميل المراهق لتكوين شخصية مختلفة مميزة ويبحث عن الاستقلال وإثبات الذات. كما أن دور الأب فى هذه المرحلة فى غاية الأهمية رغم أن كثيرا من الأباء يتركون مسئولية التربية على الأمهات وهذا خطأ، فهذه المرحلة هى أكثر المراحل احتياجا لدور الأب فى المساندة والتواجد والنصيحة. وتنصح د. منى الأباء فى هذه المرحلة بأن يتجنبوا توجيه الأبناء، فهم لا يستجيبوا فى معظم الأحيان للأوامر المباشرة، فالطريقة المثلى للتعامل معهم هى إعطاءهم اختيارات مقبولة جميعها ونافعة، بحيث يكون القرار فى يد المراهق فى حالة اعتراض الأبناء على الأب والأم، يفضل الاستماع إلى وجهة نظرهم وعدم صدهم لاحترام عقولهم ومعاملتهم كالأصدقاء الكبار وليس كالأطفال. وترى أن الشخص العنيد غالبا شخص قليل الثقة فى النفس يلجأ للتعنت فى رأيه كنوع من أنواع إثبات الشخصية، لذلك فإن الطريقة المثلى لتجنب عناده هى عدم الإكثار من الأوامر المباشرة والتنازل فى بعض المواقف غير المضرة والسماح له بتنفيذ رأيه وتسجيل هذه المواقف وتذكيره بها، والعمل على تجنب الجدال وقت العصبية وتأجيل النقاش لحين هدوء جميع الأطراف ثم إعادة الحوار فى ظروف أفضل، وذلك لأن الإنسان فى عصبيته غالبا ما يتخذ قرارا ت خاطئة. وتختم د. منى أن المراهقة سن المصاحبة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (وعلموهم لسبع وصاحبوهم لسبع ثم اتركوا لهم الحبل على الغارب ).