فى يوم الثلاثاء الماضى السابع من فبراير رحل عن عالمنا الفيلسوف والناقد الأدبى والمؤرخ تزفيتان تودوروف عن عمر يناهز 78 عاما بإحد مستشفيات باريس حيث يعيش بفرنسا منذ عام 1963التى حصل على جنسيتها عام 1973, وقد ولد فى العاصمة البلغارية صوفيا فى الأول من مارس عام 1939 . وٌقالت إبنته أن تودوروف سيصدر له فى مارس القادم آخر أعماله التى إنتهى من كتابتها قبل وفاته «إنتصار الفنان» .ضاق بالشيوعية فى بلغاريا تفتق ذهنه للدراسة بالجامعة الفرنسية لمدة عام لكنه أبى الرحيل إلى بلاده حيث تاقت نفسه للبقاء فى باريس طلب حق اللجوء السياسى كان شغوفا بالدراسة والعلم إستطاع أن يحصل على الدكتوراة فى الآداب عام 1970وقد سبقها إصدار مؤلفه « نظرية أدب المدرسة الشكلية الروسية « عام 1965 ,وكان تحليله للشكلانيين الروس ونظرياتهم فى مجال التنظير الأدبى سواء الشكلانى أو الوظيفى أو الإستاطيقى دورا إشعاعيا فى حقل العلوم الإنسانية الأنثروبولوجيا والتحليل النفسى والدراسات الشعرية والدراسات النقدية الأدبية . الفيلسوف والناقد الأدبى والمؤرخ تزفيتان تودوروف
ويقول تودوروف عن هذه المرحلة لقد سنحت لى الفرصة أن أمضى عاما بعيدا عن الجدار الحديدى الذى يصعب عبوره فى بلغاريا وكان من الصعب أن أعيش ببلد شيوعى الهوى خاصة بعدما إصطدمت بجرائم ستالين وإجتياح الدبابات الروسية لمدينة بودابست بالمجر , كان هذا الإجتياح دليلا لى أن الشيوعية لاتقبل الإصلاح من الداخل , لا يوجد ثمة إنفتاح على الآخر نرزح تحت نيرالإنغلاق , كنت أعلم يقينا أن سكان بلادى لايعرفون ما يدور حولهم وما يجرى من أحداث فى العالم , كنت أتوق إلى المدن الكبرى حيث أحلم بها فى يقظتى , كنت أعلم أن باريس هى عاصمة الفنون والآداب والثقافة لم أتردد فى إختيارها لتكون بوابتى نحو العالم , لم يكن حلمى أن أصبح كاتبا لكنى كنت أطمح بدراسة الأدب الذى يشكل أحد بؤر إهتماماتى التى تجذبنى , عام واحد بباريس لايكفى العودة لبلادى، أمر مستحيل لم أندم على حسن إختيارى حيث أصبحت فرنسيا وقد صدق حدسى حينما رأيت انهيار جدار برلين وإنهيار وتفكك الإتحاد السوفييتى وتحطم الأيولوجية الشيوعية . ساهم تودوروف فى تأسيس مجلة « بويتيك « مع جيرار جينيت وكانت تلك المجلة حلقة اساسية و ثقافية للحوار والمعرفة المتداخلة والمتعددة الفروع والتخصصات , كم كان تودوروف وراء إنبثاق « الشعرية «وشيوعها فى الخطاب الأدبى , كما ساهم كتابه» الأدب والدلالة «فى إعادة إحياء البلاغة قدم تودوروف للقارئ الفرنسى تلميذه المفكر الفلسطينى إدوارد سعيد فى كتابه «الإستشراق المعرفة , السلطة, الإنشاء» حيث كتب مقدمة الترجمة الفرنسية لهذا الكتاب وكان يقف مع القضية الفلسطينية ومثقفيها ففى مدينة آرل جنوبفرنسا التى إحتضنت آخر حفل شعرى أحياه محمود درويش ذهب تودوروف ليستمع إليه ويتعرف عليه عن كثب وظل معه فى أيامه الأخيرة . من أعماله «فتح أمريكا» يتحدث فيه عن قضيته مسألة الآخر ، وفد حصل تودوروف على العديد من الجوائز منها جائزة النقد 2011 منحتها له الأكاديمية الفرنسية وقدم للمكتبة العالمية 21 كتابا منها «نظريات فى الرمز» و«الخوف من البرابرة .. ماوراء صدام الحضارات» و«شعرية النثر» و «إنتهاكات الذاكرة » .