انطلقت أمس مظاهرات جماهيرية فى الميادين الرئيسية فى كل من مدن نابلس ورام الله والخليل، احتجاجا على نية الرئيس الامريكى المنتخب دونالد ترامب -الذى سيتسلم السلطة مساء اليوم -نقل السفارة الأمريكية إلى القدسالمحتلة واستنكارا لجريمة إسرائيل فى قرية أم الحيران بالنقب. وتعد هذه التظاهرات إعلانا لرفض أى خطوة أمريكية بنقل السفارة إلى القدس، واستنكارا لهدم إسرائيل المنازل فى قرية أم الحيران بالنقب. وقد رجحت مصادر سياسية إسرائيلية أن يتم الإعلان عن نقل السفارة الأمريكية إلى القدسالمحتلة الأسبوع المقبل. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية صباح أمس عن المصادر التى لم تسمها أن طاقما أمريكيا تفقد مؤخرا الموقع المخصص لإقامة مبنى السفارة بالمدينة. يأتى ذلك ،بينما أكدت مسئولة أمريكية اختارها دونالد ترامب لتكون سفيرة فى الأممالمتحدة أن واشنطن تعتزم نقل سفارتها فى اسرائيل من تل ابيب الى القدسالمحتلة، وهو مشروع ندد به وزير الخارجية المنتهية ولايته جون كيري. وردا على سؤال عن وعد ترامب خلال حملته بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى المدينة المذكورة حيث لواشنطن قنصلية فى الشطر الغربي، قالت هالى “تماما. هذا ليس فقط ما تريده اسرائيل بل ايضا ما قال الكونجرس انه سيدعمه”. فى غضون ذلك ، لمح الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى أن نقل سفارة الولاياتالمتحدة إلى القدسالمحتلة قد يسفر عن نتائج من شأنها “تفجير” الوضع وأبدى قلقه إزاء تراجع فرص حل الدولتين للصراع الفلسطينى الإسرائيلي. وقال أوباما فى آخر مؤتمر صحفى له كرئيس “عندما يتم اتخاذ خطوات أحادية مفاجئة تتعلق ببعض القضايا الجوهرية والحساسيات المتعلقة بأى جانب.. فإن ذلك قد يفجر الوضع.” وردا على سؤال عن احتمال نقل السفارة قال “ذلك جزء مما حاولنا أن ننوه به للفريق القادم فى عمليتنا الانتقالية.. الانتباه إلى هذا لأن هذه... مادة متفجرة.” وكان أوباما قد قال مرارا إن النشاط الاستيطانى الإسرائيلى فى الضفة الغربيةالمحتلةوالقدسالشرقية يعرقل حل الدولتين الذى ترى الولاياتالمتحدة أنه الحل الأمثل لعقود الصراع بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلي. وقال فى المؤتمر الصحفى إن إدارته لم تستخدم حق النقض (الفيتو) لمنع مشروع قرار أقرته الأممالمتحدة فى الآونة الأخيرة بشأن النشاط الاستيطانى الإسرائيلى لأنها ترى أن حل الدولتين هو الخيار الوحيد للسلام. وفى سياق ذى صلة ،حذر الرئيس الفلسطينى محمود عباس من نقل السفارة الامريكية فى اسرائيل من تل ابيب الى القدسالمحتلة، معربا عن قناعته بأن هذا الأمر “سيدمر عملية السلام”. وقال عباس -فى مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره البولندى أندريه دودا فى رام الله - :”سمعنا كلاما من الرئيس الأمريكى المنتخب (دونالد) ترامب، ولكن حتى الآن لم نسمع بشكل رسمى عن نقل السفارة الامريكية للقدس”.