أمام الرئيس الجديد تحديات صعبة وشائكة, تتطلب من جميع القوي السياسية وبلا استثناء التوحد, وتغليب المصلحة العليا للوطن علي أي مصالح شخصية, وسيادة روح الود والتسامح حتي نستطيع جميعا أن نعالج كل الأخطاء التي تراكمت منذ قيام الثورة وحتي الآن. أمام الرئيس الجديد مشكلة الانفلات الأمني, وسوء الأحوال الاقتصادية, وأزمة البطالة, وتدني مستوي التعليم, وسوء الرعاية الصحية, وملف مياه النيل, وتراجع القطاع السياحي, وانخفاض الاستثمارات, خصوصا غير المصرية, وتراجع احتياطي النقد الأجنبي في البنك المركزي بنحو12 مليار دولار, ومن المؤكد والمنطقي أن الرئيس الجديد لن يستطيع وحده أن يحقق ذلك كله, وإنما لابد أن يسارع من الآن إلي: أولا المصالحة الوطنية بين كل الفرقاء وطي صفحة الماضي بما يتيح تضميد الجراح الناجمة عن معارك واستقطابات مرحلة الانتخابات, خصوصا أن فارق الأصوات بينه وبين المرشح المنافس ضئيل جدا, وهو ما يعني أن هناك كتلة كبيرة من الشعب تنتظر الكثير من الرئيس الجديد. ثانيا البعد تماما عن الانتماء الحزبي للحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين, لأنه أصبح رئيسا لكل المصريين وحتي لا يقع في الخطأ نفسه الذي وقع فيه الرئيس مبارك المحبوس حاليا وزج به من القصر الجمهوري إلي سجن طرة, ثالثا الحفاظ علي مقومات الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة القائمة علي المواطنة وسيادة القانون وتجريم التمييز بين المصريين علي أساس الدين أو الجنس أو الأصل, وأن مباديء الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع. رابعا عدم الاصطدام بالمجلس العسكري والمحكمة الدستورية العليا, وانهاء حالة الاحتجاج التي تنادي من ميدان التحرير بعودة البرلمان واسقاط الاعلان الدستوري المكمل حتي لا يكون هذان المطلبان عقبة في العهد الجديد. خامسا التعامل مع الشرفاء والوطنيين بعيدا عن أي صحبة تشوبها المجاملة أو العوار بالسوء والاستعانة بأهل العلم والخبرة والكفاءات, والابتعاد عن زواج المال بالسلطة. سادسا التركيز علي الدور الرائد لمصر بالاقليم العربي والمنطقة الافريقية قبل أي حديث عن البعد الاسلامي.