أكدت مصادر طبية يمنية أمس أن 50 جنديا يمنيا لقوا مصرعهم فى تفجير انتحارى استهدف جنوداً من قوات الجيش الموالية للحكومة اليمنية فى محافظة عدن أمس. وأفادت مصادر صحية من المستشفى الجمهورى، بوقوع عشرات الجرحى بينهم إصابات خطرة، مشيرين إلى أن حصيلة القتلى قد ترتفع فى الساعات القادمة. وذكرت مصادر محلية، أن سيارات الاسعاف عملت لوقت طويل فى نقل الضحايا من موقع التفجير قرب المعسكر. وكان انتحارى يرتدى حزاما ناسفا، فجر نفسه أمس وسط تجمع لجنود أثناء استلام مرتباتهم أمام منزل قائد قوات الأمن الخاصة، العميد ناصر العنبورى بالقرب من معسكر الصولبان فى منطقة العريش شرق عدن. وحتى الآن لم تعلن أى جهة مسئوليتها عن العملية. وكان قد سبق أن فجر انتحارى نفسه وسط عشرات الجنود بالقرب من معسكر الصولبان، الأسبوع الماضى، مخلفاً 48 قتيلا وعشرات الجرحى، وتبنى تنظيم «داعش» تلك العملية. وتسيطر قوات الجيش الحكومى والمقاومة الشعبية، مدعومة بقوات التحالف العربي، على محافظة عدن منذ تحريرها من قبضة الحوثيين والقوات العسكرية الموالية للرئيس السابق على عبدالله صالح. يأتى ذلك فى وقت، عقد وزراء خارجية كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدةالامريكية وبريطانيا (اللجنة الرباعية) اجتماعا أمس فى العاصمة السعودية الرياض لمناقشة الملف اليمني، بحضور وزير الخارجية الأمريكى جون كيري. ويناقش الاجتماع خارطة الطريق التى قدمها المبعوث الأممى لحل الأزمة اليمنية المتصاعدة منذ أكثر من 20 شهراً، ورفضتها الحكومة اليمنية الشرعية. ومن ناحية أخرى، دعا الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إلى تبنى مبادرات نوعية للتدخل الإنساني لدعم الشعب اليمنى تتناسب وحجم الأزمة الإنسانية ، وبالتعاون مع منظمات المجتمع الدولي. واعتبر الأمين العام فى كلمته أمام الاجتماع التحضيرى لمؤتمر دعم اليمن الذى عقد اليوم 18 ديسمبر 2016 فى مقر الأمانة العامة فى مدينة جدة، المؤتمر المزمع عقده خُطوة مهمة على طريق تعزيز منظومة الاستجابة والتنسيق بين الأطراف الفاعلة فى اليمن لضمان عدم تعدد أو ازدواجية الآليات، الأمر الذى يمكن أن يؤثر سلبياً على فاعلية ونجاعة التدخل الإنساني. ومن جهته، ألقى وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة فى اليمن، عبد الرقيب سيف فتح، كلمة أوضح فيها أن تقارير الأممالمتحدة عن الكارثة الإنسانية تشير إلى أن 21.2 مليون شخص من أصل 27 مليون نسمة إجمالى سكان اليمن، بحاجة إلى مساعدات إنسانية مختلفة، و19.3 مليون يفتقرون إلى مياه الشرب الصحية، و14.1 مليون يعانون شحا فى المواد الغذائية بزيادة 200 ٪ خلال عامين، و2.2 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد بزيادة 200 ٪ عن عام 2014. كما أكد رشيد خاريكوف الأمين العام للشراكات الإنسانية فى الأممالمتحدة ، أن 18.8 مليون شخص فى اليمن يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية، نصفهم يحتاجون إلى إغاثة عاجلة، مشيرا إلى أن سبعة ملايين شخص لا يعرفون من أين سيحصلون على وجبة الطعام التالية. وأضاف أن تعهدات عام 2016 البالغة 1.6 مليار دولار، لم يصل منها إلى الآن سوى 150 مليون دولار فقط.