مطلوب من المجلس العسكري والقوي السياسية والنخبة والأحزاب والإعلام والفضائيات ان يكونوا أكثر رحمة بالمواطن المصري المسكين.. المصريون جميعا علي وشك الانهيار وسوف نحتاج إلي آلاف المستشفيات النفسية والعصبية لعلاج الانهيارات التي أصابتهم.. بيانات المجلس العسكري.. ومظاهرات الإخوان المسلمون والسلفيين ومعارك القوي السياسية وحروب الفضائيات الآن يسهر المصريون طوال الليل يتابعون الأخبار والنشرات والمعارك والصراعات ويكفي ما فعلته النخبة في هذا الشعب منذ قامت ثورة يناير.. المطلوب ان نرحم هذا الشعب ويكفي ما يعانيه من ظروف اقتصادية قاسية ومتاعب يومية وارتفاع في الأسعار وغياب الأمن وقبل هذا كله غابت النماذج الرفيعة الحريصة علي استقرار الوطن.. كل فصيل من هذه الفصائل المتصارعة يبحث عن جزء من الوليمة رغم انها والله وليمة مسمومة.. ما جدوي الإنتخابات إذا لم تكن وسيلة للاستقرار وما جدوي هذه الصراعات إذا لم تحقق امنا للوطن لقد خرجنا من الانتخابات البرلمانية بخسائر فادحة للجميع.. وخرجنا من الانتخابات الرئاسية أكثر انقساما ورغم إنها أشياء جديدة علينا إلا ان الحكمة تتطلب ان تكون هذه الإجراءات ابوابا نحو مستقبل أفضل.. لا يمكن ان تتحول الانتخابات إلي ألغام موقوتة تهدد أمن مصر واستقرارها.. مازلت أعتقد ان المرحلة الحالية تحتاج إلي مجلس رئاسي مشترك بين المؤسسة العسكرية ورموز المجتمع المدني بحيث يتحمل هذا المجلس مسئولية إدارة شئون الدولة حتي إعلان الدستور واستقرار أحوال مصر ووضع قواعد لمستقبل مصر السياسي ليس من الخطأ ان نبدأ من جديد ولكن الخطأ الحقيقي هو الاستمرار فيه.. هناك اسماء كثيرة يمكن ان يضمها المجلس الرئاسي من رموز مصر منها د. زويل و د. البرادعي و د.مرسي والفريق شفيق والسيد عمرو موسي و د. ابو الفتوح وحمدين صباحي ووائل غنيم.. لا ينبغي ان ننساق إلي معارك خاسرة وننسي ان هناك90 مليون مصري يعانون ظروفا حياتية صعبة وعلينا ان نؤجل قليلا معاركنا وصراعتنا واحلامنا الوردية.. إن مصر الآن في حاجة لكل كلمة صادقة وكل موقف أمين أما الصراعات والإنقسامات فلن تصل بنا إلي شئ. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة