بعض القرى المصرية تقدم حلولا غير تقليدية لمشاكلها ولا تستسلم للشكوى والبكاء على الأطلال ، قرية «الجراح» التابعة لمركز أجا من القرى التى تحارب الفقر والبطالة دون الحاجة إلى الدولة أو المساعدات الأخرى ، القرية يبلغ عدد سكانها 13 ألف نسمة وتبعد عن مدينة المنصورة عاصمة المحافظة بحوالى 20 كم، اشتهرت بصناعة الزجاج، وزخرفته، حتى عرفت بقرية «الزجاج» حيث تسيطر على أسواق المحافظة فى صناعته وتسويقه حيث تضم القرية، عشرات المصانع، والورش التى يعمل بها ما يقرب من 90% من الأهالى بالإضافة إلى عمال القرى المجاورة، كما تشارك الفتيات والنساء فى أعمال «زخرفة» الزجاج. يقول عادل الميمى صاحب أحد المصانع : مصانع القرية تنتج الآلاف من القطع الزجاجية يوميا، بأسعار فى متناول الجميع، ونتميز فى صناعة الكئوس، وأكواب المياه، وأطقم الجيلى الملونة، والمزخرفة. وأوضح ان الزخرفة والرسم على الزجاج يعد فنا، وله متخصصون، ونرسم الأشكال التى تواكب السوق، ويطلبها المشتري، من أشكال شعبية وغيرها، حيث تناسب جميع الأذواق، ويزيد عليها السحب، ويرتفع معدل إنتاجنا. ويقول حسام يحيى (عامل) إن ما يقرب من 90% من شباب وبنات القرية يشتغلون فى هذه المهنة، موضحا أن أعمال مصانع الزجاج شاقة مثل تسخين الزجاج أمام أفران خاصة، وحمله ساخنا ونقله لمكان التشكيل، حيث يدخل فى آلات معينة ساخنا ليخرج منها بأشكال مختلفة، ثم يترك لتهدأ حرارته، ويأتى هنا دور النساء للنقش عليه برسومات وأشكال مزخرفة تجذب المواطنين للشراء، وفى النهاية يقمن بتغليفه، وتعبئة المنتج فى كراتين ثم يكون جاهزا لتوزيعه على المحلات والأسواق. وتشير زينب محمد 38 سنة إلى أنها تعمل على نقش الأشكال على الأكواب الزجاجية، والدورق، لتليق بالذوق العام، ويكون عليها إقبال من المواطنين، موضحة أن أصحاب المصنع يبحثون عن الأشكال التى تجذب الناس على الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ثم نبدأ فى تنفيذها على عدد قليل من الزجاج لنرى ردة الفعل فى السوق، وعندما تنجح نبدأ فى تنفيذ كميات كبيرة، وهذا يدر لنا دخلا أكثر. وأوضح محمد أبو النجا أحد العاملين بالمصنع والبالغ من العمر 30سنة ، أعمل بهذه المهنة منذ ما يقرب من عشر سنوات، وان والدى يعمل بها أيضا، والفرق كبير بين المهنة الآن وسابقاً، فقد تطور الإنتاج كثيرا لان كل مصنع يحاول أن يكسب السوق لصالحه، فهناك تنافس شريف بين المصانع من حيث الشكل والجودة ، وهذا يصب أولا فى صالح المواطن، وثانيا يدر دخلا أكثر للمصنع المتميز. وقال محمد الريان صاحب أحد المصانع بالقرية: لدينا مشاكل فى التصنيع، والإنتاج بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام من مواد كيماوية، والرمال المستخدمة، ومواد أخرى كثيرة تدخل فى التصنيع ، فضلا عن الحاجة إلى الغاز الطبيعي، لان أفران التصنيع، تعمل بالغاز، ونعانى من الحصول عليه، موضحا أن محافظ الدقهلية حسام الدين إمام زار قرية الجراح مؤخرا وأبدى إعجابه بصناعة الزجاج ووعد أصحاب المصانع بتذليل كل الصعوبات من طريقهم ودعمهم فى التسويق.