سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بمشاركة الآلاف من المسلمين والأقباط مصر تودع ضحايا الكنيسة البطرسية فى جنازة شعبية وعسكرية مهيبة
البابا فى صلاة الجنازة: مرتكب العمل الإرهابى لا ينتمى إلى مصرنا وحضارتنا
ودعت مصر أمس ضحايا تفجير كنيسة البطرسية بالعباسية فى جنازة شعبية وعسكرية مهيبة بدأت منذ خروج النعوش من مقر الكنيسة البطرسية بالعباسية وصولا لكنيسة العذراء بمدينة نصر لاداء القداس على أرواح الشهداء ، ثم اتجهوا لسرادق العزاء أمام النصب التذكارى ، وسط هتافات مناهضة للعمل الارهابى الغاشم. وردد المشيعون الهتافات التى طالبت بالقصاص من الخونة وتأكيد الوقوف معا فى مواجهة الارهاب ومنها :«مسلم مسيحى أيد واحد ضد اى متآمر» ، «يا نجيب حقهم يا نموت زيهم» ، « الإعدام .. الإعدام» فى اشارة لقيادات جماعة الاخوان الارهابية. وترأس البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية صلاة الجنازة على جثامين الضحايا بكنيسة السيدة العذراء والقديس أثناسيوس بمدينة نصر ، وشاركه فى الصلاة عدد كبير من الأساقفة والكهنة وأهالى الشهداء . وقد وضعت الجثامين أمام الهيكل وتمت قراءة التراتيل والألحان وصلوات الجنازة عليها ، ثم ألقى البابا تواضروس عظة عزاء بدأها بطلب نياحة لهذه النفوس فى ملكوت السموات وأن يفتح الله لهم أبواب الرحمة ، وقال البابا : على رجاء القيامة نودع هذه النفوس، نودعهم فى بداية شهر التسبيح والفرح شهر كيهك. واستشهد بقول بولس الرسول الذى أكد فيه أن آلام هذا الزمان مهما تبلغ قسوتها فلا تقاس بالمجد العتيد الذى ينتظر هؤلاء الشهداء، وأكد البابا أن كل شىء يتم على هذه الأرض يأتى بسماح من الله وأن الكنيسة المصرية كنيسة شهداء وعمل الشهاده يربطنا بالسماء أكثر ومن انتقلوا الى السماء فى حادث الكنيسة البطرسية كانوا يصلون ، ونحن نتألم لفراقهم ونتألم من هذا الشر الذى تخلى عن المشاعر الإنسانية التى أوجدها الله فى الإنسان وهذا المصاب ليس مصابا فى الكنيسة ولكن فى الوطن ولكل مصر. وقال البابا مخاطبا الجناة: إن سفك الدم عقابه شديد من الله، فكل من يقتل النفس التى هى عطية من الله فسوف يذيقه الله هلاكا أبديا ولن يعرف مرتكب هذه الجريمة راحة ضمير ولا راحة قلب فى هذه الأرض ،وتنتظره دينونة رهيبة أمام الله الحى، وماذا سيقول أمام الله ؟وكيف سيبرر مافعله وتسبب فى آلام وطن بأكمله ؟، لا تحسب أنك حققت شيئا فالألم الذى سببته فى قلوبنا جميعا سوف يحل عليك . ودعا البابا أن يحفظ الله مصر ووحدة شعبها، قائلا «ليكمل الله حياتنا بكل سلام ويحفظ بلادنا ووحدتنا من كل شر ويعم السلام على كل الشعب المصرى».واضاف البابا: نعلم جميعا أن الذى فعل العمل الإرهابى لا ينتمى إلى مصر على الإطلاق، حتى إن كان على أرضها فهو لا ينتمى إليها، ولا إلى حضارتها فشعبنا المصرى يعيش بعيدا عن كل عنف ولا يعرف العنف والإرهاب فتاريخنا نقى . ووجه البابا الشكر لكل من قدم واجب العزاء فى مقدمتهم الرئيس السيسى وبابا الفاتيكان وكل المسئولين . وكانت ساعات عصيبة قد مرت على جميع المصريين وليست على أسر ضحايا تفجير كنيسة البطرسية فقط ، فالحادث كان مفجعا بكل المقاييس ، حيث خرجت جثامين ضحايا العمل الارهابى وسط صراخ وعويل أسر الضحايا بحضور الآلاف من الحشود الغفيرة من المسلمين والاقباط ، حيث استقبلت فى الساعات الاولى من صباح أمس كنيسة العذراء والأنبا أثناسيوس بمدينة نصر، الجثامين وسط إجراءات أمنية مشددة من قبل قوات الأمن بالتزامن مع صلاة القداس على ضحايا التفجير، حيث تمركزت العشرات من عربات الأمن المركزى وسيارات مكافحة الشغب والمئات من أفراد وقيادات وزارة الداخلية لتأمين صلاة القداس. وفرضت مديرية أمن القاهرة إجراءات أمنية مشددة خاصة فى مدينة نصر، وقامت الأجهزة الأمنية بإغلاق جميع الشوارع المؤدية إلى الكنيسة أمام حركة السيارات، حيث تم نصب الحواجز المرورية وإرسال تعزيزات للخدمات الأمنية بالشوارع الفرعية المؤدية إلى الكنيسة والسماح فقط بعبور المشاة بعد الاطلاع على بطاقاتهم الشخصية، بينما قام خبراء المفرقعات بتمشيط ومسح محيط الكنيسة بالكامل سواء الداخلى أو الخارجى . كما تمركز عدد من رجال الحماية المدنية والخدمات السرية والنظامية بالمنطقة . وعقب الانتهاء من صلاة القداس، خرجت سيارات الموتى والاهالى وسط تأمينات مشددة من رجال الشرطة والقوات المسلحة، فى الوقت الذى أحاط بهم الآلاف من المصريين بين مسلم ومسيحى وخرجوا فى مسيرة حاشدة لتغلق جميع الشوارع المؤدية الى كنيسة العذراء، حيث ردد المشاركون هتافات «بالروح بالدم نفديك يا صليب» و «يا ارهابى يا جبان بينا وبينك الاعدام». كما قام المشاركون برفع علم مصر والمصاحف والصلبان، وطالبوا باقالة وزير الداخلية ورددوا هتافات «ارحل يا وزير الداخلية» ونددوا بالحادث وعدم نجاح القوات فى تأمين مكان صلاتهم، كما دعوا الرئيس الى القصاص لابنائهم ورحيل وزير الداخلية.وكان عدد من المواطنين (مسلمين وأقباطا) يرتدون الملابس السوداء قد توجهوا إلى مقر العزاء بالطريق الجانبى المواجه لطريق النصر، استعدادا للمشاركة فى الجنازة الرسمية لشهداء حادث التفجير التى تقدمها الرئيس عبدالفتاح السيسى والبابا تواضروس وكبار المسئولين.