منذ أن بدأت نقابة الإعلاميين تأخذ خطوات جدية نحو ظهورها بعد عدة محاولات واقتراحات على مر سنوات عديدة، حتى بدأت الأصوات تعلو حول تأسيس النقابة بشكل عام وما ستقدمه للمجتمع والإعلاميين ، وحول من لهم حق الإلتحاق بها ، وما قوتها وتأثيرها وصلاحياتها ، وهل ستمكنها الصلاحيات المتاحة لها من إصلاح حال الإعلام الآخذ فى الميلان نحو موضوعات السحر والشعوذة والسب والقذف والخروج عن النص .. معارك ونقاشات وجدالات على شاشات الفضائيات وفى اجتماعات ومحاضرات وندوات يعقدها ويحضرها المهتمون بالنقابة وأرباب المهنة وخريجو الإعلام ، خاصة أن صفحات على مواقع التواصل الإجتماعى اغلبها من الشباب خريجى الإعلام فى مصر ، فأفرع العمل الإعلامى متعددة ، سواء خلف الكاميرات من فنيين ومخرجين ومصورين وعمال ، وأمام الكاميرا هناك بالاضافة إلى الإعلاميين ممارسى المهنة ممارسين آخرين منهم لاعبى كرة وفنانين وفنانات ومن كافة المهن .. فهل سيلتحق كل هؤلاء بالنقابة، وما مصير الآلاف من الشباب خريجى كليات وأقسام الإعلام فى مصر والذين يحاربون منذ الآن ليكون لهم حق الانضمام لعضوية النقابة أسوة بالعديد من النقابات التى تقبل التحاق الخريجين فى نفس التخصص دون التقيد بالعمل والخبرة ..ماهى الشروط ومن سيضعها ومن سيراعى وكيف سيضمن حق الإعلامى إذا تعدى أحد عليه ..والأهم كيف ستراعى النقابة حق المجتمع نحو مايقدمه الإعلامى وما هى آليات العقاب وسلطة النقابة..وما هو تعريف الإعلامى أصلاً.. ومازال النقاش والآراء كثيرة ووجهات النظر متعددة ومختلفة. وحول ذلك تقول د.هويدا مصطفى : إن الخطوات بدت تكون إيجابية خلال الفترة الحالية نحو إصدار قانون نقابة الإعلاميين التى تأخر كثيرًا، وهو ما جعل المشهد الإعلامى أكثر فوضى الكبيرة، ويستدعى بقوة أهمية وجود نقابة للإعلاميين، وميثاق شرف، لتكون هناك آلية للمحاسبة وتطبيق الضوابط، والمعايير المهنية، خاصة أن هناك أناسا غير مؤهلين للعمل فى المهنة، وأشارت إلى أن من ينضم لنقابة الاعلاميين لابد أن يكون مزاولا للمهنة شأن ذلك شأن قانون نقابة الصحفيين. ويقول د.على عجوة ربما كانت هناك فترة من الفترات يتم تعريف الإعلامى بمن يمارس العمل الإعلامى حيث لم يكن هناك غير وسائل إعلام محددة ولكن أما وان مجال الإعلام أصبح مفتوحا على مصراعيه ويعمل فيه كل من هب ودب خاصة بعد إنتشار الفضائيات والمواقع مع إستحداث وظائف وتخصصات كثيرة مرتبطة بالعمل الإعلامى فإن الوضع أصبح مختلفا ويتطلب دراسة متأنية ومفهوم جديد للإعلامى وذلك من خلال معايير جديدة يتم وضعها بواسة خبراء فى المهنة ليس لهم أى مصالح شخصية أو عملية ويضيف أما إذا قلنا حاليا تعريف الإعلامى انه من يمارس المهنة فكل مصر سيصبحوا أعضاء فى النقابة وهذه كارثة لأن موارد النقابة لن تفى بتقديم الخدمات المطلوبة وفى نفس الوقت سيصعب تطبيق مسألة الثواب والعقاب فى ظل دخول أعداد كبيرة ليس لهم صلة بالإعلام ولم يدرسوا أو يمارسوا إلا بشكل قليل وإستغلوا نجوميتهم مثلا فى الإلتحاق بهذه المهنة وفى رأى يجب ان تكون العضوية فى البداية محدودة وتقتصر مثلا على خريج الإعلام الذى يمارس المهنة بالفعل أيضا أستاذ الجامعة المتخصص فى الإعلام لأن إنضمام الأستاذ الأكاديمى سيكون له بعد معنوى وأدبى مع أعضاء النقابة من الشباب ويقول أعتقد هاتين الفئتين هما الأحق فى البداية ثم إذا أرادت النقابة من خلال مجلس نقابتها وجمعيتها العمومية السماح لفئات أخرى فلتفعل ذلك بعد دراسة الموقف ووضوح الرؤية بالنسبة للفئات المستحقة الأخرى ويضيف ماأقصده هو لابد من وضع شروط ومعايير محددة لعضو النقابة ولاتكون سداح مداح فقوة النقابة ستتحقق من خلال قوة شروط الإلتحاق بها لابد للنقابة ان تنظر أولا فى كيفية حماية أخلاقيات المهنة والبحث فى أليات تطبيقها قبل البحث عن المزايا والخدمات المتوقعة للأعضاء وتقول د.ليلى عبد المجيد ان كل من يزاول مهنة الإعلام تنطبق عليه كلمة الإعلامى مع بعض الفوارق فمثلا يجب ان يكون هناك أكثر من فئة داخل النقابة حسب شروط محددة ومنها مثلا الطلبة الدارسين للإعلام يكونوا أعضاء تحت مسمى (جدول غير عامل) ويتحول الى عامل مشتغل فور الحصول على وظيفة إعلامية معترف بها رسميا أما من يمارس تقديم البرامج من الفنانين ونجوم الكرة فيتم إستخراج تصاريح مؤقته لهم حتى يتم دراسة وظائفهم ووضعهم الرسمى حتى يمكن محاسبتهم وقت الخطأ وأساتذة الإعلام يمكن أن ينضموا للنقابة تحت جدول غير عاملين وتقول توسيع عضوية النقابة سيكون له فائدة إذا تم إستغلال ذلك بشكل مهنى وإقتصادى وهناك نقابات بها أعداد كبيرة وفى نفس الوقت نفسه تقدم خدمات لأعضائها أكثر بكثير من نقابات قليلة العدد المشكلة ليس فى العدد ولكن فى كيفية الإستغلال الأمثل لكل الأعضاء وتضيف على كل الأحوال فإن تأسيس نقابة للاعلاميين فى حد ذاته سيكون له مردود جيد وطيب على الإعلاميين أنفسهم وعلى المهنة قبل ذلك.