* زيارة السيسى للشبونة الأولى لرئيس مصرى منذ 20 عاما * اتفاق للعمل على زيادة حجم التبادل التجارى والاستثمارات * تطابق وجهات نظر البلدين حول القضايا الإقليمية والدولية * عملية برشلونة والاتحاد من أجل المتوسط وافريقيا.. دوائر تجمع القاهرةولشبونة
تدشن زيارة الدولة، التى يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى البرتغال يومى 21 و22 من نوفمبر الحالى، صفحة جديدة لتطوير العلاقات التاريخية بين القاهرةولشبونة على جميع المستويات، حيث تتفق وجهات نظر البلدين حول القضايا الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى الرغبة المشتركة فى تطوير التعاون الاقتصادى وزيادة حجم التبادل التجارى والاستثمارات المشتركة. فالزيارة هى الأولى لرئيس مصرى إلى لشبونة منذ 20 عاما تقريبا، وهى أول زيارة دولة تستضيفها البرتغال منذ تولى الرئيس مارشلو ريبيلو دى سوزا مهام منصبه فى مارس الماضى، وتأتى تلبية للدعوة التى وجهها رئيس البرتغال للرئيس المصرى، وحملها وزير خارجية البرتغال أوجوستو سانتوس سيلفا خلال زيارته لمصر فى يونيو الماضى، فى إطار حرص البلدين على تطوير العلاقات الثنائية بينهما. ومصر والبرتغال، يجمعهما حرص مشترك على ضمان الأمن والاستقرار فى العالم بصفة عامة وفى المنطقة الأورومتوسطية بصفة خاصة، حيث إن الدولتين طرفان فى عملية برشلونة والاتحاد من أجل المتوسط والحوار الإفريقى الأوروبى ومنتدى المتوسط. صداقة ممتدة ويعود تاريخ العلاقات بين مصر والبرتغال إلى القرن الثامن الميلادى، حيث كان القرب الجغرافى بينهما دافعا للعديد من التفاعلات الحضارية والتبادلات الثقافية، خصوصا خلال الحكم العربى للبرتغال، الذى استمر من القرن الثامن إلى القرن الثالث عشر الميلادى. وتشهد العلاقات السياسية بين القاهرةولشبونة تطورا كبيرا، فقد أكد أوجوستو سانتوس سيلفا، وزير خارجية البرتغال، خلال زيارته الأخيرة للقاهرة، تضامن بلاده والشعب البرتغالى مع الشعب المصرى والحكومة فى مكافحة الإرهاب، ووصف الوزير البرتغالى العلاقات مع مصر بأنها «إيجابية من المنظور السياسي»، موضحا أن الهدف من زيارته إيجاد البيئة المواتية لتعزيز التعاون الاقتصادى وزيادة التعاون الاستراتيجى والسياسيى. ومن جانبه، شدد سامح شكرى، وزير الخارجية، على أن مصر تثمن ما تقوم به البرتغال من مواقف إيجابية حيالها، وتفهمها للتطورات منذ ثورة 30 يونيو، فضلا عن الدعم الذى وفرته لمصر خلال المرحلة الانتقالية. فرص اقتصادية على الصعيد الاقتصادى، ترتبط مصر والبرتغال بعلاقات متشعبة، حيث جرى توقيع اتفاق لتشجيع الاستثمار بين البلدين خلال زيارة وزير الخارجية البرتغالى لمصر فى يونيو الماضى، وتم الإعلان عن أن هناك عملا على استكمال الإطار التعهدى بين البلدين فى عدد من المجالات من بينها السياحة. وقال الوزير البرتغالى خلال زيارته، إن هناك فرصا كبيرة لتوسيع حجم العلاقات الاقتصادية، من خلال زيادة حجم التجارة البينية، وكذا نقل التكنولوجيا البرتغالية المتطورة لتطوير القطاعات الصناعية المصرية، موجها الدعوة لمصر لحضور فعاليات المنتدى الأوروبى الإفريقي المقرر عقده بالبرتغال فى شهر يونيو 2017. وترتبط مصر والبرتغال بعدد من اتفاقيات التعاون، منها اتفاقية الامتيازات الخاصة للملاحة والتجارة عام 1980، واتفاقية ثقافية وعلمية وفنية عام 1981، واتفاقات أخرى سياحية وتجارية ونقل جوى خلال عامى 1983 و1984. وقد شهد التبادل التجارى بين البلدين زيادة خلال السنوات الماضية، حيث بلغ حجم التجارة بين القاهرةولشبونة 194 مليون يورو فى عام 2015، بزيادة 28 مليونا عن العام السابق 2014، فيما كانت قيمة التبادل التجارى بين البلدين عام 2010 نحو 102 مليون يورو، مقابل 50.9 مليون يورو خلال نفس الفترة من عام 2009. وتصدر مصر للبرتغال البترول، والمنتجات البترولية، والغزول القطنية، والجلود الخام، والعسل والحلوى السكرية، والألومنيوم ومنتجاته، وأجزاء وقطع غيار السيارات، بينما تستورد مصر من البرتغال الأسمنت المائى، والورق والمنتجات الورقية، ومنتجات الحديد والصلب، بالإضافة إلى السيارات، والألياف التركيبية أو الصناعية. السياحة والاستثمار وفيما يتعلق بالسياحة، فقد كان لاستئناف رحلات مصر للطيران المباشرة بين القاهرةولشبونة اعتبارا من يونيو 2007 نتائج مباشرة على أعداد السياح، حيث زاد عدد السياح البرتغاليين الذين زاروا مصر عام 2009 إلى 17 ألفا و182 سائحا، مقارنة بنحو 10 آلاف و113 سائحا عام 2006. ويعمل البلدان على زيادة الاستثمارات المتبادلة بينهما، وتتركز فى مجالى إنتاج الأسمنت والسياحة. وخلال زيارته القاهرة، دعا وزير خارجية البرتغال أجوستو سانتوس سيلفا، إلى ضرورة العمل المشترك مع مصر لتدعيم العلاقات الاقتصادية وزيادة الاستثمارات المشتركة، من أجل تحقيق مصالح البلدين، مشيرا إلى أن مصر تعد السوق الخامسة بالنسبة للبرتغال، ولابد من العمل المشترك لتصل إلى ترتيب أعلى.