الشباب المصري هم أكثر الفئات التي تعرضت للظلم والتجاهل والإنكار في تاريخ مصر الحديث. كان الشباب دائما في آخر القائمة ولهذا جلست أجيال كثيرة علي انفاس السلطة حتي وصل بنا الحال إلي أن سر يحكمنا رئيس واحد ثلاثين عاما كاملة ولم يترك منصبه إلا بثورة يناير.. كان الشباب دائما ضحية أجيال الآباء, تغيرت الأجيال في كل بلاد الدنيا وفي مصر لم يتغير أي شئ..في عام 68 خرج جيل الشباب ثائرا ضد النكسة وحين تجاهلته الدولة وحاصرته أجهزة القمع هاجر من هاجر واصاب الإحباط واليأس أعدادا كبيرة إستكانت بعد ذلك وعاشت ما بين الموت والحياة وحارب جيل الشباب في حرب اكتوبر وانزوي بعيدا بعد النصر بينما كان جني الثمار لأجيال أخري..وفي عام 77 انتفض الشباب مرة أخري ولكن كامب ديفيد والسلام العاجز أحبط كل شئ واطلقوا عليها إنتفاضة الحرامية.. وطوال الثمانينيات والتسعينيات كانت معركة الإرهاب بين الدولة و بعض شباب مصر الذي سقط ضحية التطرف الديني البغيض..وبعد ذلك كانت رحلة الزواج بين السلطة ورأس المال والطبقة الجديدة التي قسمت شباب مصر إلي من يملكون كل شئ ومن لا يملكون أي شيء ثم كانت مؤامرة التوريث التي استقطبت اعدادا من الشباب المحظوظ في لجنة السياسات أو تشكيلات المستقبل أو جماعة حورس بينما تم إقصاء ملايين الشباب حيث لاعمل ولا أمل ولا مستقبل..وعندما تجمع شباب مصر في ميدان التحرير وانطلقت ثورة يناير وفي مقدمتها أجيال الشباب الواعد سقط آلاف الشهداء والمصابين وبدأت رحلة المواجهة من أجل بناء مصر الجديدة وسالت دماء الشباب المصري علي أشلاءأحلامه القديمة والجديدة في محمد محمود ومجلس الوزراء وماسبيرو والعباسية وميدان الأربعين وإبراهيم باشا وعشرات الميادين وللأسف الشديد تصور الشباب ان الوطن يفتح لهم ابواب المستقبل ليتصدروا المشهد كحق تاريخي ووطني وإنساني ولكنهم وجدوا امامهم ساترا من الإحباط واليأس وانانية أجيال لا تريد ان تترك مواقعها وبدأت مواكب المغامرين تتصدر المشهد وتجني الثمار وعادت قصص الإحباط واليأس تتسلل في أعماق جيل جديد لكي تتكرر نفس المشاهد القديمة وكأن التاريخ يعيد نفسه. [email protected]