انفض مولد انتخابات الرئاسة الامريكية بمفاجأة صعود ترامب الى البيت الابيض وهو أمر لا ينبغى أن يمر مرور الكرام فهذه الانتخابات بالتحديد وهو ما كان جليا للعيان كانت بحق نار وقودها الاعلام بكل الوانه من صحف ومجلات وقنوات فضائية وسوشيال ميدا علاوة على المال السياسي والتشهير والأكاذيب والرشاوى حيث اصبحت لسنوات عديدة الحملات الانتخابية الرئاسية الامريكية تشبه عملية يشهِّر فيها المرشحون بسمعة بعضهم بعضا، ولا يكتفون لذلك بل يقومون بنشر الشائعات فعلى غير العادة كل انتخابات، اعتاد الإعلام الأمريكي دعم وتأييد كلا المرشحين. أما هذه المرة فقد كان الاعلام مضلالا وهو ما اكده فوز ترامب المفاجيء حيث كانت هناك عملية مبرمجة جعلت المرشحة عن الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون تستحوذ على دعم الإعلام، مع قيام نفس الوسائل بالتشهير بالمرشح الجمهوري دونالد ترامب وكأن سمة الانتخابات الامريكية اصبحت عملية يقوم بها المرشحون للتشهير بسمعة فريق لحساب الفريق الآخر، وكشف فضائح لا نهاية لها، ونشر الإشاعات بهدف تحقيق مكاسب على الساحة الأمريكية مما عقد الامور لدرجة أن الشعب الأمريكي نفسه قد فقد الثقة بمن ينتخب وفق ما ذكرته مجلة "ذا أميريكان سبكتيتور " والمتابع للحملة الانتخابية الامريكية يرى بنفسه الدور الذى لعبه الاعلام على سبيل المثال نشرت صحيفة "واشنطن بوست"عدم حصول ترامب على دعم من الصحف اليومية الأمريكية، معللة ذلك بالفضائح الجنسية والتهرب الضريبي والعنصرية. في المقابل، حصلت كلينتون على دعم أكثر من 122 صحيفة ومجلة، منها على سبيل المثال ال "واشنطن بوست" نفسها و"يو إس توداي" و "لوس أنجلوس تايمز" و"فورين بوليسي" و "نيويورك تايمز"، وبديهى كان للسوشيال ميديا نصيب الاسد فى هذه الحرب الشنعاء الشعواء التى استعرت بين المرشحين أخلاقيا أولا ثم سياسيا حيث لجأ أكثر من 60% من البالغين في الولاياتالمتحدة الى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير، منها "تويتر" و"فيسبوك" طبقا لما نشره تقرير موقع جلوبال ريسك من حيث كونها اسرع واسهل فى نقل الأخبار والرسائل إلى الجمهور ومن هنا لجأ المرشحان الى استعمال هذه الوسائل بنشر شائعات وفضائح عن المرشح الآخر للحصول على اهتمام الناخب الأمريكي الذي يطمح إلى رئيس يحقق تطلعاته ولن يتأتي ذلك إلا من هزيمة الخصم في حرب نفسية إعلامية من خلال عملية تعبوية للناخبين، وذلك بالترويج عبر صفحات المرشح الشخصية أو أصدقائه بدليل ما نشره موقع "بوليتيكال إنسايدر" من أن حجب خدمة الإنترنت عن جوليان أسانج مؤسس موقع "ويكيليكس" جاء لتسريبه وثائق متعلقة بهيلاري كلينتون، ونشره معلومات من بريدها الإلكتروني؛ حيث تلعب تلك الوسائل أهمية كبيرة في تجميل أو تشويه صورة أي من المرشحين ولعب المال السياسى دورا بارزا ايضا فى هذه الحرب الشعواء من خلال الماسن ميدسا عبر شاشات التليفزيون والراديو والإعلانات وشبكات التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني. حيث ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" في تقريرها أن شركات وأغنياء في الولاياتالمتحدة قد تبرعوا ب 600 مليون دولار أمريكي للجان العمل السياسية الكبرى للحزب الديمقراطي وهو ما كا ن يعطى ايحاء قوى بأن مرشحة الديمقراطى ستفوز باكتساح ولم يكن ذلك موقف الاعلام الامريكى وحده بل ايضا مراكز الاستطلاع الأمريكية التى فقدت هى الأخرى مصداقيتها ومهنيتها حينما قام ما يقرب من 20 مركزا متخصصا فى استطلاعات الرأى باجراء أكثر من 80 استطلاعا كلها كلها أظهرت تفوق كلينتون على ترامب سوى استطلاعين فقط لصالح ترامب وللاسف كنا نثق فى نتائج هذه المراكز وكانت نتائجها من الامور شبه المسلم بها فى الحكم على شخص أو حدث أومناسبة وهو ان نم على شيء ينم على أكذوبة ووهم المهنية والمصداقية التى صبغ بها الإعلام الأمريكى نفسه سنوات طويلة – صدع بها رؤسنا - و سقطت تحت أقدام المال السياسى والانحياز الواضح لصالح مرشحة الحزب الديمقراطى هيلارى كلينتون وقيادة أكبر حملة تشهير ضد المرشح الجمهورى دونالد ترامب الذى جاء فوزه ضربة قاضية للاعلام الامريكى لمزيد من مقالات سعاد طنطاوى;