من منا لم يتابع الانتخابات الرئاسية الأمريكية والتى شهدت سباقا ساخنا الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، الذى تعهد في خطاب النصر ب"التعامل بنزاهة مع كل الدول"، مضيفا، أنه سيكون رئيسا لكل الأمريكيين وكان هناك خمس أسباب لنجاح ترامب لاتوجد قوة إعلامية فى قوة الإعلام الأمريكى من حيث الخبرة والتكنولوجيا والانفاق المادى ولكن الإعلام الأمريكى إنهزم بشكل كبير بفوز ترامب. لأن استطلاعات الرأى كانت تشير بشكل كبير الى صعود هيلارى لذا فوجئنا بشكل كبير بصعود ترامب للراسة وكأن الشعب الأمريكى يثور كما ثارت بعض الشعوب العربية ولكنه ثار ليس على شاشات التلفاز أو على مواقع التواصل الاجتماعى أو على مواقع تويتر ولكنه ثار فى صناديق الانتحابات فلقد خرج رافضا سياسات الحزب الديمقراطى فى أمريكا متمثلا فى أوباما ووزيرة خارجته هيلارى كلينتون ... ان فوز ترامب غير المتوقع قد ينهى السياسات المتطرفة لإدارة أوباما والتى ضربت استقرار الدول ذات السيادة وتدخلت فى شئونها الداخلية ودعمت الارهاب وكذلك حماية أمريكا من المتطرفين وربما ستكون سياسيته الخارجية معتمدة على دعم استقرار الدول وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول ... ولكن مع احترامى لكلا المرشحان الفائز والخاسر.... أرى أن أمريكا دولة مؤسسات وأن هذه السياسات لا تتغير بتغير الأشخاص وستظل أمريكا الحليف الأقوى للكيان الصهيونى (إسرائيل) وستظل أمريكا تعتبر نفسها هى شرطى العالم ... كما أعجبنى حملة هيلارى كلينتون من حيث ثباتها الانفعالى وقوة شخصيتها وجرأتها كأول إمراة تترشح للانتخابات الراسية الأمريكية وحجم الدعم النفسى لها من قبل زوجها الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون حيث لم يوجد أى لقاء لها أو أى مناظرة لها الا وكان موجود وكذلك أثناء الادلاء بصوتها وحتى فى خطابها المعترف بالهزيمة كان بجوارها وكان هذا نموذج جديد نراه للرجل الأمريكى ودعمه للمرأة بشكل كبير. كما أعجبنى اعتراف هيلارى بانقسام المجتمع الأمريكى أكثر مما كنا نتخيل وأكدت على أن الحلم الأمريكى يمكن أن يتحقق للجميع دون تمييز بسبب الجنس أو العرق أو اللون أو الجنس..... كما أكدت على دور الشباب وقالت لهم ستحققون نجاحات واخفاقات ولكن على اية حال الا تتخلوا عن الايمان بتحقيق أهدافكم ..ووجهت الشكر للمرأة والفتيات اللاتى كان من بين أعضاء حملتها وأشارت الى أننا أقوياء فقط مع بعضنا البعض ... يجب نحن الدول العربية أن نعى درس هام هو تدويل السلطة وأنه لايوجد رئيس أبدى يظل مدى الحياة ولكن نرى رئيس حالى ورئيس سابق .. والجميع يسعى لتحقيق انجازات لبلاده... مصر حرة كريمة طالما عملنا بجد واجتهاد دون كلل أو ملل. لمزيد من مقالات د.سامية ابو النصر ;