بعد أن خاض حربا حقيقية أمام مؤسسات الدولة الأمريكية وإعلامها ومؤسساتها البحثية، وعلى عكس كل استطلاعات الرأي، صنع دونالد ترامب التاريخ،وأصبح الرئيس رقم 45 للولايات المتحدة على حساب منافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون، بعد سباق انتخابى محتدم أنهاه «الجمهورى» ترامب بتخطى عتبة ال270 صوتا من أصوات المجمع الانتخابى اللازمة للفوز بالرئاسة، ليكون أول رئيس جمهورى يدخل البيت الأبيض مدعوما من الكونجرس بمجلسيه، منذ عام 1928. وحصل ترامب على أصوات 289 من أصوات المجمع الانتخابي، وفقا لما ذكرته شبكتا »سي.إن.إن« و«سى.بى.إس» حتى مساء أمس بتوقيت القاهرة، بينما حصلت هيلارى على 218 صوتا فقط. وفور إعلان فوزه، سارع ترامب إلى الاحتفال مع أنصاره، وألقى كلمة فى نيويورك أكد فيها أنه سيكون رئيسا لكل الأمريكيين، وقال إنه «حان الوقت لكى تضمد أمريكا جراح الانقسام»، فى إشارة إلى حالة الاستقطاب الحاد التى تسببت فيها الانتخابات الأخيرة. وأكد ترامب أن لديه خطة اقتصادية كبيرة، وأنه سيضاعف النمو وسيصلح المدن المهمشة والبنية التحتية للبلاد. كما وعد بالتعاون مع كل الدول التى تريد التعاون مع الولاياتالمتحدة. ووجه حديثه للمجتمع الدولى قائلا: «سنكون منصفين مع الجميع وسنسعى لتحقيق السلام ولإيجاد أرضية مشتركة وشراكة وليس العداء والصراعات«. على الجانب الآخر، هنأت هيلارى خصمها هاتفيا بالفوز، غير أنها لم تدل بأى تصريحات لأنصارها، ولم تعلق على النتائج، بينما سادت حالة من الصدمة والوجوم بين أنصارها من أعضاء الحزب الديمقراطى. ودوليا، سارعت دول العالم إلى تقديم تهنئتها إلى الرئيس الأمريكى الجديد، ولكن بعض الدول مثل ألمانيا وفرنسا وبعض مسئولى الاتحاد الأوروبى لم يستطيعوا إخفاء شعورهم ب«الصدمة» إزاء فوز ترامب، وتحدث بعضهم، ومن بينهم الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند، عما سموه ب«مرحلة من الغموض»، وإن أبدوا استعدادهم للحوار والتعاون فى المرحلة المقبلة. كما تسببت نتائج الانتخابات الأمريكية فى «زلزال» عنيف فى البورصات العالمية، كما أدت إلى تراجع حاد فى أسعار الدولار والبترول، وارتفاع الذهب.