تختتم اليوم فعاليات الملتقى الدولى الثانى لمركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها بجامعة الأزهر، والذى نظمته الرابطة العالمية لخريجى الأزهر تحت رعاية الإمام الأكبر الدكتور احمد الطيب شيخ الأزهر، بعنوان «اختبارات قياس مهارات اللغة العربية لغير الناطقين بها تجارب وإنجازات» وشارك فيه متخصصون تربويون ولغويون من 15 دولة آسيوية وإفريقية. وفى كلمته بافتتاح المؤتمر الذى بدأ فعالياته أمس، قال الدكتور محمد عبد الفضيل القوصى عضو هيئة كبار العلماء ورئيس المؤتمر: إن اللغة العربية بجانب أنها لغة القرآن الكريم فإنها لغة ألسنتنا وذواتنا، بل ولغة وجودنا وكينونتنا فى آن واحد. وأوضح القوصى أن اللغة العربية فى عصرنا الراهن أصبحت هى الحصن الحصين الأوحد الباقى لهذه الأمة العربية والإسلامية التى تحميها من التفتت والذوبان بعد أن تكاثرت عليها الذئاب وتقطعت بأهلها الأسباب، وبعد أن تحطمت باقى حصونها حصنا وراء حصن، وأصبحنا كالأيتام على ذئاب اللئام. وهذا الحصن الباقى (اللغة العربية) تكفل به كتاب الله تعالي، غير أنه لا يكاد يسلم من عاديات الليالى ما بين غزو اللغات الأجنبية وشيوع العامية وصيحات الأسماء والتعبيرات المستوردة للبشر والحجر، فضلا عن بعض الكتابات المعاصرة التى هبطت بالعاميات بدلا من العربية، الأمر الذى أمست معه العربية غريبة الدار نائية المزار. وأضاف رئيس المؤتمر أن هذا الملتقى يمثل جسرا ممتدا لتلاقح الأفكار وتزاوج الآراء، تمهيدا لنضجها وإنضاجها والانتهاء منها إلى رؤية تجمع بين محاسن الثنائيات المتقابلة فى مجال تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها. وأكد الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر. أن لغة العرب هى أوجز لغات العالم، وأن العربية الفصحى هى اللغة الوحيدة التى تحمل أسباب البقاء، بخلاف غيرها من اللغات، فكل لغات العالم فيها أسباب الموت والفناء عدا لغة القرآن الكريم. وقال الدكتور محمود فرج مدير مركز زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها إن تعلم اللغة العربية من قبل المسلمين غير العرب يعد واجبا دينيا من أجل تلاوة القرآن وفهم آياته وأحكامه وإتقان شعائر الإسلام ومعرفة الجوانب المختلفة المضيئة فى الحضارة الإسلامية وتأثيرها فى الحضارات العالمية.وأضاف أن الأزهر يعد أبرز المؤسسات الدينية والمراكز العلمية التى اهتمت بنشر الثقافة الإسلامية واللغة العربية لجمهور المسلمين، سواء من الناطقين بالعربية أم من الناطقين بغيرها. وتطرق فرج لنشأة المركز ودوره العالمى فى تعليم الفصحى لغير الناطقين بها طبقا لمعايير الجودة العالمية لتعليم اللغات الثانية، وأن المركز يوفر أفضل العناصر من الهيئات التدريسية والخبراء المؤهلين لتنفيذ أحدث المناهج والمواد التعليمية وتطبيقها باستخدام أحدث الوسائل. وقال الدكتور محمود كامل الناقة نائب رئيس المؤتمر إن اللغة العربية الآن فى مفترق طرق. وأوضح أن عالمية اللغة ليست كلمات فى الأممالمتحدة، ولكن لها مقاييس تقاس بها وهو ما دفعنا لعقد هذا الملتقى.