فى الوقت الذى تحل فيه الذكرى الأولى لوفاة الغيطانى.. فقدت الثقافة المصرية اثنين من اعلامها هما الشاعر فاروق شوشة والكاتبة نعمات أحمد فؤاد.. بهذه الكلمات افتتح د. صلاح فضل الندوة التى عقدها المجلس الأعلى للثقافة بمناسبة مرور عام على رحيل الروائى الكبير جمال الغيطانى بحضور وزير الثقافة حلمى النمنم، ود. أمل الصبان أمين عام المجلس وزوجته الكاتبة ماجدة الجندى ونجليه، ولفيف من الشعراء والأدباء والنقاد والفنانين بالإضافة إلى بعض الرموز السياسية وقيادات من القوات المسلحة. وفى كلمته، قال وزير الثقافة إن جمال الغيطانى روائى وصحفى كبير، وهو أحد الذين تركوا بصمات حقيقية على الرواية العربية فى القرن العشرين، وأشار إلي أن جلسة واحدة لا تكفي للحديث عنه، وطالب لجان المجلس بالإعداد لمؤتمر دولى كبير عن الغيطانى، وأوضح أن هيئة الكتاب تعيد الآن طباعة كتابه «المصريون والحرب» الذى يتحدث فيه عن الجنود المصريين، مؤكدا أهمية الكتاب فى هذه اللحظة التى تمر بها مصر بحرب استنزاف ثانية تشنها جماعة الإخوان والجماعات المنبثقة عنها. وأكدت د. أمل الصبان أن الغيطانى واحد من الأصوات الروائية الأصيلة، حيث تمكن من تجسيد وترسيخ مكانته بين أبناء جيله وأحدث نقلة نوعية فى شكل الرواية. وفى كلمته قال د. صلاح فضل إن الغيطانى هو أحد صناع ثقافتنا العربية، وإنه شارك فى صناعة عصر الكتاب والصحافة والمجلة بشكل إيجابى متطور وفاعل عندما أصدر أخبار الأدب التى تحمل عطره ورسالته، ثم تحدثت رفيقة حياته الكاتبة ماجدة الجندى فقالت إنها عهدته مثقفا يسعى للعدل والحرية، وإنه كان عاشقا لمصر بشرا وحجرا. قال د. أحمد درويش إن جمال الغيطانى أحد أفراد كتيبة القوة الناعمة المؤثرة فى مصر والشرق الأوسط، وإنه كان صاحب ثقافة واسعة، ينتمى لجيل الستينيات الذى ارتاد آفاقا جديدة فى السرد العربى، أما المخرجة أنعام محمد على فقد تحدثت عن فيلم «حكايات الغريب» المأخوذ عن إحدى قصص الغيطانى أثناء عمله مراسلا حربيا لجريدة الأخبار أثناء حرب أكتوبر، مشيرة إلى أن القصة تعتبر مثالا لأسلوب الغيطانى فى كثير من أعماله التى يمزج فيها بين الواقع والأسطورة. وفى كلمات بسيطة وصف الأنبا بسنتى الغيطانى بأنه مصرى من الأعماق، وتحدث عن الصداقة التى جمعت بينهما منذ سنوات، مؤكدا أن الراحل كان قريبا ومحبوبا من الجميع. أما د. حسين حمودة، فقال إن الغيطانى تعلم الدرس من أجداده الفراعنة المسكونين بفكرة الخلود، وإنه ظل يطارد قوس قزح واحداً عبر سنوات عديدة، من جهته أشار المخرج خالد يوسف إلى أنه تعرف على أدب جمال الغيطانى عن طريق المخرج يوسف شاهين الذى كان مفتونا به ودائم الحديث عنه، وأضاف أن الغيطانى كان من الشخصيات المتواضعة، وأنه شاهده يقبل يد يوسف شاهين لأنه كان يعتبره فى مكانة والده..وتحدث القاص سعيد الكفراوى عن رواية «شطح المدينة» معتبرا أنها من أهم أعمال الغيطانى لأنها تعبر عن الهوية والبحث عن ملاذ ومأوى ومصير، وأشار إلى أن الغيطانى قدم الرواية العربية بأسلوب متميز يمزج التاريخ بالواقع، وأنه اهتم بتقديم الشخصية المصرية فى الزمان والمكان، وكان مشغولا بسؤال المصير والكينونة مثل محفوظ، وأكد أن الغيطانى سيظل صورة حية وبديعة لجيل فريد من الكتاب. ووصف الكاتب مكرم محمد أحمد الغيطانى بأنه كان قضية حب وطن، وأنه المثقف الوطني الملتزم بحقوق هذا البلد، مؤكدا أنه سوف يبقى خالدا بأعماله، وأشار إلى أن الغيطانى لم يكن مجرد روائى مبدع ولا صاحب أسلوب متنوع فقط، لكنه كان متفردا بسمات كثيرة، وأنه خرج منذ السبعينيات إلى آفاق أوسع ليكون أديبا عالميا، واقترح إنشاء مكتبة تضم الكتب المتعلقة بمصر القديمة فى منطقة الجمالية بالقاهرة التاريخية من بينها كتب الغيطانى. وكشف الكاتب محمد سلماوى عن أنه يعتبر نفسه توءما للغيطانى حيث ولدا فى نفس الشهر والعام، ومضت حياتهما على نفس الدرب فى الجمع بين الأدب والصحافة، كما جمع بينهما نجيب محفوظ الأب الروحى لهما فى الأدب والسياسة، كما أن ثقافتهما هى نتاج ثورة يوليو، وطالب سلماوى بأن تعقد مؤتمرات علمية لمناقشة أعمال الغيطانى وأن تخصص جائزة أدبية باسمه. واختتمت الاحتفالية بكلمات للابن محمد الغيطانى عن علاقة والده بالدولة المصرية والدور الحضارى للجيش المصرى منذ سبعة آلاف سنة.