نظم المجلس الأعلى للثقافة أمسية ثقافية، بمناسبة مرور عام على رحيل الروائى جمال الغيطانى، بحضور الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة، والدكتورة أمل الصبان، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، ومحمد سمير المتحدث العسكرى، والعديد من المثقفين والأدباء والرموز السياسية وقيادات القوات المسلحة. ومن جانبه طالب الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة، فى ذكرى رحيل الأولى للكاتب الغيطانى، بالوقوف دقيقة حدادا على روح جمال الغيطانى وروح الشاعر الراحل فاروق شوشة. وقال حلمى النمنم، إن الغيطانى واحد من اللذين أضافوا للرواية العربية، كما أنه مؤسس أخبار الأدب، مضيفا أنه يطالب كل زملائه فى وزارة الثقافة المتمثلة فى لجان المجلس الأعلى للثقافة وهم لجنة القصة ولجنة الشعر أن يناقشوا أعمال الغيطانى لأنها تحتوى الكثير من الإبداع. وتابع "النمنم" أنه خلال الفترة القادمة سيقام مؤتمر أدبى عن مسيرة جمال الغيطانى ، إضافة إلى هذا تقوم الهيئة المصرية العامة للكتاب بطباعة أعمال جمال الغيطانى ومنها كتاب المصريين والحرب الذى تحدث فيها عن تجربه الشخصية وتجربه المصريين، مضيفا أنه كان فى ثقة تامة بأن مصر تمر بحرب ضد جماعة الإخوان. وقالت الدكتورة أمل الصبان، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، إننا نلتقى اليوم، فى ذكرى رحيل واحد من أهم أدباء مصر العظام، فهو غاب عن بجسده ولكنه عاش بينا من خلاله أعماله الأدبية. وتابعت الصبان، أن الغيطانى واحد من ضمن الأصوات الروائية الأصلية، تمكن من تجسيد ترسيخ مكانتهبين أبناء جيله وأحدث نقل نوعية فى شكل الرواية، وصاحب إنجاز متفرد بين أبناء جيله. قال الكاتب محمد سلماوى، إنه والكاتب الكبير الراحل جمال الغيطانى أبناء تجربة واحدة، فقد ولدا فى العام نفسه، وكان نجيب محفوظ أبوهما الروحى، كما أن ثقافتهما هى نتاج ثورة 23 يوليو. وطالب "سلماوى" فى احتفال المجلس الأعلى للثقافة بالذكرى الأولى لرحيل الأديب الكبير جمال الغيطانى، أن تعقد مؤتمرات علمية لمناقشة أعمال الغيطانى وأن تخصص جائزة أدبية باسمه. وأضاف الدكتور صلاح فضل، أنه يمكن لهذه الجائزة المقترحة أن تتولاها جريدة أخبار الأدب وتشارك فيها وزارة الثقافة. وقال الناقد صلاح فضل، إن الثقافة العربية المصرية فقدت فى الأيام القليلة الماضية كلا من نعمات أحمد فؤاد والشاعر فاروق شوشة، واليوم حلت ذكرى الراحل الغائب الحاضر جمال الغيطانى، والجميع يجمععهم شيء أساسى هو أنهم صناع ثقافتنا العربية فى وجهها الفكرى والإبداعى واللغوى والوطنى. وأشار "فضل" فى احتفالية "الأعلى للثقافة" بذكرى رحيل جمال الغيطانى، إلى أن نعمات أحمد فؤاد نموذج للمرأة المصرية التى وقف فى وجه الطوفان، أما فارق شوشة فشرب حب اللغة العربية وعشق الفن والافتتان بالجمال. وتابع "فضل" "الغيطانى" شارك فى صناعة عصر الكتاب والصحافة والمجلة بشكل إيجابى متطور وفاعل عندما أصدر أخبار الأدب عادت مصر لتكون مركز إشعاع فى الوطن العربى. وفى السياق ذاته، قال الدكتور أحمد درويش، إن جمال الغيطانى يمثل القوة الناعمة المؤثرة لتضع لمصر فى مكانتها، فهو روائى راسخ صاحب ثقافة واسعة، فهو من بين جيل الستينات الذين ارتادوا آفاق جديدة فى السرد العربى. وقال المخرج خالد يوسف، إن الغيطانى واحد من ضمن معلمينى الذين تعلمت منه الكثير، مضيفا أن المخرج يوسف شاهين كان مفتونا به. واسترجع "يوسف" أحد الذكريات التى جمعته بيوسف شاهين، حيث إنه شاهد الغيطانى يقبل يد يوسف شاهين، وعندما سأله لماذا قبلت يده قال له إنه شاهين فى منزله والدى. وأكد "يوسف" أن الغيطانى كان من بين الشخصيات المتواضعة، وفى آخر لقاء جمع بينه وبينه بكى على حال مصر بعد عام 2013 وموجة الإرهاب، مضيفا أن الغيطانى التقى بالرئيس عبد الفتاح السيسى لكى يوصيه على مصر. بينما قال القاص سعيد الكفراوى، حينما أتكلم وأذكر جمال الغيطانى أذكر خمسين عاما فى قلب الثقافة المصرية، فهو لديه رواية شرح المدينة، وأنا كقارئ اعتبر هذه الرواية أهم أعمال الغيطانى التى تعبر عن الهوية والبحث عن ملاذ ومأوى ومصير كتبها بلغة مفارقة فهى إحدى الكتابات المهمة عن الرواية المصرية. وتابع الكفراوى غياب "جمال" أسفر عن غياب أشياء كان هو يشعلها ويحدثها، فغابت أسئلة الثقافة، وأسئلة البحث عن كتاب جديد، وكشف الفساد والمفسدين.