هل يجوز إخراج جزء من الزكاة على هيئة مواد تموينية يحتاجها أى بيت؛ كالأرز والسكر والزيت وخلافه؟ أجابت دار الإفتاء المصرية، قائلة: إنه يجوز إخراج جزء من الزكاة فى صورة مواد تموينية، على أن تكون مناسبة لاحتياج الفقراء والمساكين، ففى الحديث أن مُعَاذًا رضى الله عنه قال لأهْلِ الْيَمَنِ وهو يجمع منهم الزكاة: «ائْتُونِى بِعَرْضٍ: ثِيَابٍ خَمِيصٍ أَوْ لَبِيسٍ فى الصَّدَقَةِ مَكَانَ الشَّعِيرِ وَالذُّرَةِ، أَهْوَنُ عَلَيْكُمْ، وَخَيْرٌ لأصْحَابِ النَّبِى صلى الله عليه وآله وسلم بِالْمَدِينَة» رواه البخاري. ما حكم صرف مال الزكاة بعضه أو كله فى الإنفاق على إقامة دورات تدريبية لطلبة العلم لتحسين أدائهم الدعوى بإكسابهم مهارات ضرورية لقيامهم بواجبهم، علمًا بأن هؤلاء الطلاب ممن لا تغطى دخولُهم نفقاتِهم؟ أجابت دار الإفتاء المصرية: يجوزُ شرعًا صرفُ الزكاة فى الإنفاقِ على تدريبِ طلبة العلم، خاصَّةً إذا كانوا محتاجين؛ لدخولهم شرعًا فى مصرف: “وَفِى سَبِيلِ اللهِ” بقول النبى صلى الله عليه وآله وسلم: “مَنْ خَرَجَ فِى طَلَبِ الْعِلْمِ فَهُوَ فِى سَبِيلِ اللهِ حَتَّى يَرْجِعَ” أخرجه الترمذي، حتى إن الحنفية أجازوا نقل الزكاة من بلد إلى آخر لطالب العلم. والإنفاق على طلبة العلم يشمل تدريبهم على المهارات الضرورية؛ لأنهم يحتاجون إليها كما يحتاجون إلى الكتاب، إن لم تكن حاجتُهُم إليها أشد؛ لعموم نفعها لهم فى سائر شأنهم. ما حكم قيام بعض الصيادلة بشراء وبيع أدوية التأمين الصحى من خلال صيدلياتهم العامة لغير المستحقين من جمهور المرضي، مع العلم بأنه لا يجوز صرفها إلا من هيئة التأمين الصحى وليس من الصيدليات العامة، مما يضيع الكثير من الأموال من ميزانية الدولة؟ أجابت دار الإفتاء: قيام بعض الصيادلة بشراء وبيع أدوية التأمين الصحى المدعومة والمخصصة لذوى الحاجة من خلال صيدلياتهم العامة حرامٌ شرعًا؛ لما فيه من اعتداءٍ على المال العام، وظلمٍ وعدوانٍ على حقوق الناس وأكلِها بالباطل، وفى ذلك يقول تعالي: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ” [النساء: 29]. ومعاونتهم على ذلك من قِبَل بعض العاملين بوزارة الصحة أو المستَأمنين على إيصال هذا الدواء إلى مواضعه المخصصة له تعدُّ من خيانة الأمانة التى حذَّر الله منها بقوله: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ”