ما بين خوف وترقب ويأس وانتظار مشاعر جمة تباينت عقب حادث غرق قارب الموت، وبزوغ شعاع الأمل من بين طيات خبر بالعثور على جثث جديدة بات جل أمانى ذويها أن يجدوا شيئا من أشلائها يضمونها فى أحضانهم للمرة الاخيرة ويوارونها الثرى ليرقد الجسد المنهك الذى أعياه البحث ويهدأ ويرتاح. ووسط مشاعر الألم الدفين التى تعتصر اهالى وذوى ضحايا الحادث فى كل بقعة على أرض الوطن المكلوم كانت الانباء تتواتر عن العثور على جثة جديدة عثر على بطاقة هويتها داخل طيات ملابسها تشير لاسم احد الضحايا الذى سبق أن تم تسليم جثمانه ودفنه ليتجدد الوجع ويسقط فى يد الأب الذى سبق أن حمله بين ذراعيه أو ظن ليضمه قبره ومستقرة الاخير. مأساة وفاجعة جديدة عاشتها أسرة محمود رمضان جودة ابن قرية تلبانة مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية ذلك الشاب الذى لم يتم بعد عامه السابع عشر والذى عثر على جثمانه بين ضحايا القارب المنكوب بعدما تبين لهم أن من دفنوه قبل ايام ليس ابنهم محمود وانما شخص آخر مجهول فمازالت بطاقة محمود تحويها ملابس جثة أخرى تم العثور عليها ترقد بمشرحة مستشفى رشيد العام. ومن بين دموعه ولوعته قال الاب المكلوم الذى هرع مرة أخرى للمستشفى بمحافظة البحيرة للتعرف على نجله فى مشهد مأساوى تجددت معه كل فصول الفاجعة مرة أخري. كنت ملهوفا على نجلى ومع الشبه الكبير بين الجثة التى عثرت عليها وملامح ومواصفات محمود هرعت لاحتضنها وأحملها وسارعت لقريتى لتكريمه ودفنه أما باقى افراد الاسرة التى تجددت أحزانهم مرة أخرى بالعثور على فقيدهم واكتشاف أن من دفنوه ليس ابنهم، فقد انهاروا فور علمهم بالامر ليتكرر المشهد الاول من عويل وصراخ بينما تفرغ بعض ابناء القرية لمتابعة كل تفاصيل الحادث والاعلان عنها أولا بأول ومؤازرة الاب المكلوم وقال احد الاهالى ان محمود كان طالبا بالثانوية الأزهرية وكان يحلم دائما بالسفر لمساعدة والده والتخفيف عنه. كانت مديرية أمن البحيرة قد كشفت عن مفاجأة مؤسفة هى أن والد أحد ضحايا الحادث المشئوم بمحافظة الشرقية ويدعى رمضان جودة بسيونى قد تسلم جثة آخر على أنها جثة نجله محمود «17 عاما طالب» منذ عدة أيام بالخطأ حيث قام بدفنها بمسقط رأسه بمقابر قريته بالشرقية بينما عثر على جثة جديدة متحللة تحمل بطاقته الشخصية وبالعرض على النيابة قرر المستشار على حسن رئيس نيابة دمنهور بإشراف المستشار عبد العزيز عليوة المحامى العام لنيابات شمال دمنهور اجراء تحليل البصمة الوراثية للجثة الجديدة صاحبة البطاقة ومضاهاتها ببصمة الاب لتسليمه نجله والتعهد بتسليم جثة الآخر للبحث عن ذويها وتسليمها لهم.