لابد أن نحترم إرادة الشعب واختياره مادامت الانتخابات الرئاسية قد جاءت بإرادة شعبية حرة وبنزاهة وشفافية . سواء كان الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي أم الفريق أحمد شفيق. وإن كان كلاهما مر في نظر الكثيرين. فلقد تدفق ملايين المصريين علي لجان الاقتراع لاختيار من يريدونه رئيسا من بين13 مرشحا. وأسفرت النتيجة عن الإعادة بين الدكتور محمد مرسي والفريق أحمد شفيق ودخلت مصر الثورة عصر الديمقراطية من أوسع أبوابه, بإرادة الشعب الذي كان بطل الاختيار لبناء الدولة في زمن الثورة, وتعويض ما فاتنا في زمن الفساد والاستبداد والطغيان, وتحقيق أهداف الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية التي لن تستطيع أي قوي أو جماعة أو قيادة الخروج عنها أو التنكر لها أو الانقلاب عليها. لأنها أهداف شعب خرجت طليعته الشبابية في25 يناير المجيد تنادي بها وتضحي من أجلها بدماء آلاف الشهداء والمصابين, ومازالت علي استعداد للتضحية من أجل فجر أشرقت شمسه في25 يناير. ولن تغيب أبدا. ونتمني أن يحسم الشعب بوعيه وإرادته الحرة الانتخابات في الجولة الثانية التي تتم يومي16 و17 يونيو التي ستكون ساخنة وشرسة وحاسمة لاختيار الرئيس القادم. وإعلان النتيجة النهائية للفائز بالرئاسة يوم الخميس21 يونيو ويسترد الشعب إرادته الحرة, ويسلم الجيش مقاليد الحكم للرئيس المنتخب. والمتابع للانتخابات التي جرت في مرحلتها الأولي يكفيه سماع شهادة دول العالم أجمع بالنزاهة والسلامة والحيدة التي جرت بها عملية التصويت, ويلمس الإعجاب الشديد من القوي الغربية الكبري بما فعله المصريون في خطوتهم نحو الديمقراطية واحترام اختيارات الناخب المصري أيا كانت. ويلمس ترحيب المراقبين الأجانب الذين تابعوا الانتخابات الرئاسية عن قرب ووصفوها بأنها تاريخية وان مصر قدمت درسا مهما في انتقالها الي الديمقراطية. وللمرة الأولي في التاريخ يتمتع الشعب المصري بفرض اختيار رئيسه في انتخابات حقيقية وتنافسية بهرت العالم. واعلن الرئيس الامريكي جيمي كارتر بعد مراقبته للانتخابات في عدد من الدوائر انها تمت بشفافية ونزاهة. ولقد اثبت الشعب بحق انه القائد والمعلم صاحب الحضارة الضاربة في أعماق التاريخ وتوجه الملايين من ابنائه وبناته وشبابه وشيوخه ومسلميه واقباطه واحتشدوا طواعية متلهفين لنسائم الحرية والديمقراطية والانعتاق من كل مظاهر القهر والظلم والعبودية والفقر والاستبداد والفساد التي كانت جاثمة فوق الصدور. ويتمني ان تتم انتخابات الاعادة بكل حرية ونزاهة وان تخلو من كل سوءات ومهازل الانتخابات القديمة من تزييف وبلطجة وان تعكس الإرادة الحرة لشعب مصر الذي بدأ يعرف طريقه الي الديمقراطية السليمة. وقد اثبتت الأيام صحة موقف القوات المسلحة منذ انطلاق ثورة25 يناير وانها تحملت أمانة تنوء عن حملها الجبال وصبرت وصابرت ووعدت وأوفت وأثبت الجيش انه جيش الشعب ودرعه الواقية التي تحميه وسيفه البتار ضد أعدائه. وأظن ان الكرة الآن في ملعب البرلمان الذي لا يزال يناور ويتلكأ في تحديد معايير تشكيل اللجنة التأسيسية لكتابة الدستور لأسباب في نفس يعقوب ومحاولة تفصيل الدستور وفق مقاس وانتماء الرئيس المنتخب والمسئولية الوطنية تحتم علي كل مصري ان يقول اليوم وغدا وبعد غد شكرا للقوات المسلحة المصرية لأنها أوفت بوعدها. وهذه المسئولية تحتم علي الجميع ضرورة ممارسة الضغوط المشروعة لكي ينجز مجلس الشعب كتابة الدستور من خلال لجنة وطنية تضم كل أطياف مصر دون تلكؤ يعيق مسيرة الديمقراطية. ومطلوب منا جميعا ان نتكاتف خلف الرئيس الجديد ومساعدته علي استكمال اهداف الثورة وتحقيق العدالة الاجتماعية وتوسيع قاعدة المشاركة والنهوض بالمجتمع. واختيار الرئيس الجديد ليس نهاية المطاف بل بداية مشوار طويل من الكفاح والجهاد للتخلص من الإرث المشئوم للاستبداد والديكتاتورية والتسلط وعلينا أبناء الشعب ان نضع اعيننا وسط رءوسنا ونراقب هذا القادم الجديد ليعلم ان الشعب الذي أتي به إلي هذا الكرسي, ومن ثم فإن ولاءه الوحيد ينبغي ان يكون للشعب وحده ومن الواجب ان نعض علي الديمقراطية بالنواجذ.