نحو 65 عاما مرت على تأسيس المنظمة الدولية للهجرة.. فاليوم الاثنين 19 سبتمبر سيكون العالم على موعد مع حدث مهم. هو الإعلان رسميا عن انضمام المنظمة الدولية لمنظومة الأممالمتحدة وذلك تأكيدا وإقراراً بالأهمية المتزايدة للهجرة في عالمنا المعاصر وبخبرة المنظمة الدولية للهجرة باعتبارها المنظمة الرائدة في التعامل مع هذه الظاهرة حيث اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً في 25 يوليو من العام الحالي مهد الطريق أمام انضمام المنظمة الدولية للهجرة رسمياً إلى منظومة الأممالمتحدة بوصفها منظمة مرتبطة بها. ومن المقرر أن يقوم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمدير العام للمنظمة الدولية للهجرة ومديرها العام وليم سوينج اليوم بالإعلان عن تقنين هذه العلاقة الجديدة في شكل اتفاق يتم التوقيع عليه خلال مؤتمر قمة الأممالمتحدة المعني باللاجئين والمهاجرين في الوقت الذي تحتفل المنظمة الدولية للهجرة بالقاهرة اليوم بالتوقيع على هذا الاتفاق مع الأممالمتحدة بحضور العديد من ممثلي الحكومة المصرية ومنظمات الأممالمتحدة وممثلين للدول الأعضاء. ويعدّ العام 2016 عامًا تاريخيًّا بالنسبة للمنظّمة الدوليّة للهجرة حيث تحتفل بعيدها الخامس والستّين. حيث سيقوّي انضمامها إلى الأمم المتّحدة كمنظّمة تابعة العلاقة بين المنظمتين بما يعكس الأهميّة العالميّة للهجرة والحاجة إلى وضع سياساتٍ مرتبطة بالتحرّكات البشريّة، بما في ذلك على الأصعدة الإنسانيّة والتنمويّة وحقوق الإنسان والتغيير المناخي والسلام والأمن كما يدعم هذا الانضمام أيضًا من قدرة منظومة الأمم المتّحدة على دعم الدول الأعضاء فيما خصّ التطرّق لقضايا الهجرة وحماية المهاجرين. وقد أوصت المنظّمة الدوليّة للهجرة بتوفير الفرص للهجرة الآمنة والمنظّمة والشرعية وتحسين النظرة العامّة للمهاجرين واللّاجئين من خلال إدماج المهاجرين والتماسك الاجتماعي وتضمين الهجرة في التخطيط التنموي على الصعد المحلية والإقليمية والعالميّة، بما في ذلك من خلال تطبيق خطّة التنمية المستدامة لعام 2030 وحماية حقوق الإنسان للمهاجرين جميعًا وإدارة الهجرة في خلال الأزمات وتحسين قاعدة المعرفة والدلائل وتعزيز اتّساق السياسات والتعاون الدولي. ويأتي التوقيع الرسميّ على الاتفاق بين الأمم المتّحدة والمنظّمة الدوليّة للهجرة في خلال افتتاح أوّل قمّة للأمم المتّحدة حول اللّاجئين والمهاجرين على الإطلاق. وسيتطرّق هذا الاجتماع رفيع المستوى لتحرّكات اللّاجئين والمهاجرين بهدف حثّ الدول على اعتماد نهجٍ أكثر إنسانيّة واتّساق وبهدف دعم القمّة وعمليّة وضع اتفاق عالميّ حول الهجرة الآمنة والمنظّمة والشرعيّة وقد اعتمدت المنظّمة الدوليّة للهجرة نهج تفكيرٍ جديد للتطرّق للهجرة الدوليّة، بما في ذلك إطار عمل حوكمة الهجرة، وإطار العمل التشغيلي لأزمات الهجرة، وكذلك من خلال المساهمة في المبادئ التوجيهيّة لحماية المهاجرين في البلدان التي تعاني كوارث طبيعيّة التابعة لمبادرة المهاجرين في البلدان التي تمرّ بأزمات. ويترجم انضمام المنظّمة الدوليّة للهجرة إلى منظومة الأمم المتّحدة على أنّه موافقةُ على العمل مع الأمم المتّحدة والمنظّمات التابعة لها بشكلٍ يتوافق مع أهداف ومبادئ المادتين 1 و2 من ميثاق الأمم المتّحدة لعام 1945والذي يعدّ بمثابة أهدافٍ توجيهيّة للجميع في حين تبقى منظّمةً منفصلةً ومستقلّةً لها صفة المنظّمة التابعة لمنظومة الأممالمتحدة. وحول طبيعة صفة المنظّمة الدوليّة للهجرة الجديدة في الأمم المتّحدة فإنها ستكون جزءًا من منظومة الأمم المتّحدة بصفتها منظّمة تابعة ويشابه انضمام المنظّمة الدوليّة للهجرة إلى منظومة الأمم المتّحدة حال الوكالات المتخصصّة على غرار الوكالة الدولية للطاقة الذريّة، ومنظّمة التجارة العالميّة، ومنظّمة حظر الأسلحة الكيميائيّة، ومؤخّرًا المنظّمة الدوليّة للهجرة. ويحدّد اتفاق العلاقة بين الأممالمتحدة والمنظّمة الدوليّة للهجرة بعض الأحكام التي ستدعو المنظّمة إلى أن تُسأل عن نشاطاتها في كلّ ما خصّ منظومة الأممالمتحدة، بما في ذلك على الأصعدة العالميّة والإقليميّة والوطنيّة. كما تتوافق المنظّمة الدوليّة للهجرة على المشاركة والتنسيق مع أي هيئة أو هيئات أنشئت أو قد تنشأ لغرض تسهيل التنسيق والتعاون بين المنظّمات ومنظومة الأممالمتحدة على الأصعدة العالميّة والإقليميّة والقطريّة. وتتمّ المشاركة والتنسيق وفقًا للنظام الداخلي لهذه الآليات، وعلى المنظّمة الدوليّة للهجرة أن تسهم في ميزانيّة تقاسم التكاليف وذلك بموجب ترتيبات تقاسم التكاليف المعتمدة. ونصّ اتفاق العلاقة على الآليات التالية التي انضمّت أو ستنضمّ المنظّمة الدوليّة للهجرة إليها كعضو، ومن بينها مجلس الرؤساء التنفيذيين المعني بالتنسيق وهيئاته الفرعية وهي اللّجنة الرفيعة المستوى المعنية بالبرامج واللّجنة الرفيعة المستوى المعنية بالإدارة، بما في ذلك الشبكة المشتركة بين الوكالات لإدارة المسائل الأمنية ,مجموعة الأممالمتحدة الإنمائيّة والفرق الإقليمية والفرق القطرية واللّجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات واللّجنة التنفيذيّة المعنية بالشئون الإنسانيّة والمجموعة العالميّة المعنيّة بالهجرة وفرق إدارة الأمن القطريّة وستستمر الشراكات القائمة مع كيانات الأممالمتحدة على ما كانت عليه من خلال وثيقةً ومبنيّةً على الاحترام المتبادل. في حين يجب تحديث هذه الاتفاقات لتأخذ بعين الاعتبار التغيير في صفة المنظّمة الدوليّة للهجرة، ستتسمر علاقة العمل على الأصعدة جميعها، بما في ذلك العمل الميداني الذي لا يجب أن يتأثر بشكلٍ سلبي في خلال عمليّة تحديث الاتفاقات الرسمية. وتشمل قائمة المقترحات التي قد تقدّمها المنظّمة الدوليّة للهجرة لدعم تنفيذ نتائج قمّة 19 سبتمبر إنشاء صندوق ائتمان متعدّد الشركاء حول الهجرة التي تتّسم بحسن الإدارة و مبادرة الشراكة العالمية حول المناخ والأخطار والتكيّف وإنشاء صندوق عالميّ وكتيّب حول حماية المهاجرين المستضعفين وحمايتهم وإنشاء صندوق بناء القدرة لإعادة توطين المهاجرين ووضع سياسات وممارسات صحيّة تراعي المهاجرين ووضع نظم محسّنة لإدارة الحدود والهجرة ومحاربة ارهاب الأجانب والحملات الإعلاميّة والالتزام بالمعايير الدولية لنزاهة التوظيف والعودة الطوعية وإعادة الإدماج.