هناك فرق كبير لا يدركه ملايين البشر بين أن يحافظ الإنسان على صحته، وألا يكون مريضا، بمعنى أن عدم المرض لا يعنى أن الإنسان يتمتع بصحة جيدة، هذا ما يؤكده العلماء. فالجسم السليم فى الغذاء السليم. وعلاج الجسم من خلال أسلوب غذائى صحيح يعتبر أكبر صيحة علمية فى عالم الصحة، فكيف نصل إلى هذا الجسم السليم؟ وهل يمكن حماية الإنسان من شبح مرض السرطان عن طريق الغذاء؟.. أسئلة عديدة تجيب عليها د.إيناس مظهر استشارى التغذية الحياتية. ................................................................ وتقول: حصل الدكتور الألمانى أتو ووربورغ على جائزة نوبل فى الطب فى عام 1923م لاكتشافه سبب ظهور الخلايا السرطانية فى جسم الإنسان، وهو نمو وانتشار الخلية السرطانية وترعرعها فى الدم الحمضى، وبمجرد تحويل هذا الوسط إلى وسط قلوى غنى بالأكسجين فإن الخلية السرطانية لا تستطيع مقاومة هذا الوسط فتموت فيه وتذوب وتتحلل ويقذف بها خارج الجسم، وهذا ما أثبته شفاء كثير من الحالات السرطانية، مما يعنى أن حموضة الدم هى السبب الكامن وراء معظم أمراض البشر وخاصة السرطان. وتوضح أن الدم هو المصدر المائى الأساسى لكل الخلايا، وبالتالى بناء الصحة مرتبط بنوعية الدم، إذا كان قلويا أو حمضيا. ويوجد فى الجسم ثلاثة أجهزة تعمل على مدار الساعة حتى لا يزيد تركيز الحموضة فى الدم وهى الرئتين والكلى ونظام تخزين الدم، فحمضية الدم تعنى الخلل فى كيمياء الدم بحيث يصبح أكثر حموضة والمصطلح العلمى لقياس درجة حموضة وقلوية الدم هى PH وينبغى أن يكون تركيز PH فى الدم ما بين 7,1 و7,3 درجة تقريباً والدم بطبيعته مائل للقلوية. وهذا الرقم مهم جداً، ويجب أن نبقى على قلوية الدم للحفاظ على صحة الجسم الفيزيالوجية وصحتنا النفسية، لأن الوسط الحمضى هو الوسط الذى تعيش فيه البكتيريا والفطريات والجراثيم فإذا انقلب هذا الوسط إلى قلوى ماتت وتخلص الجسم من الأمراض. والأطعمة التى تحتوى على نسب عالية من الأحماض التى تؤدى إلى تدمير الجسم البشرى وإرهاقه وتعرضة للمرض بشكل سريع هى: اللحوم الحمراء والدجاج، والبيض، ومنتجات الألبان والجبن، والسكر بكل أنواعه، والشوكولاته، والمعجنات، ونبات الخميرة الذى يدخل فى تحضير كل أنواع المخبوزات فالخميرة تكون نواة وبيئة خصبة لنمو الحشرات والبكتريا الضارة داخل الجسم، وكذلك الأكلات السريعة، والحليب، والزبد، والأرز الأبيض، والمنبهات كالشاى والقهوة، والكحول، والمخدرات، والأدوية الكيميائية، وأيضا التوتر، واستخدام المايكرووف، والإفراط فى التفكير، والمشاكل النفسية، وإنعدام الاستقرار فى العَمَل، وظروف الحياة، والأمور المالية، وقلة النشاط البدنى تساعد وترتبط بزيادة الحموضة بالدم. والكلمة الدارجة التى نرددها كثيرا «دمى أتحرق» صحيحة جدا، ولا شك أن معظم أمراض البشرية كضغط الدم، والسمنة والسكر، وعسر الهضم، والقلب، والكلى، والربو، والسرطان، والآلام العظام، والتهاب المفاصل، والحساسيات، وأيضاً التعب والخمول, والعدوى المتكررة بكل أنواعها سببها حمضية الدم. ولذلك لابد من الحفاظ على الدم قلويا من خلال تغيير النمط الغذائى وإتباع نظام غذائى صحى مليء بالمعادن القلوية، والأطعمة الصحية التى تساعد على قلوية الدَّم: هى كل أنواع الخضار ما عدا المشروم والذرة والبطاطس، وكل أنواع الفاكهة ولكن بكميات قليلة، ويتم تناولها فى موسم حصادها فقط، والسمك، والشاى الأخضر، والملح مهم جدا للجسم البشرى ولكن على أن يكون ملح البحر، والبروكلى مفيد جدا، واللوز وعين الجمل والصنوبر، والبقوليات مثل الفول، والعدس الأسود والاصفر، والارز البنى أو البسمتى، والمكرونة الغامقة اللون وليست الفاتحة، والبلح، والفاصوليا البيضاء واللوبيا. اما الليمون فهو ممتاز للجسم جدا، وبرغم انه حامض إلا أنه عندما يتم تناوله يتحول إلى مادة قلوية للجسم، والنعناع، والماء، وزيت الزيتون وزيت السمسم.. وتقول د.إيناس مظهر: فى كل ثانية تموت 10 ملايين خلية وتولد 10 ملايين أخرى، وأن الجلد يتغير كل 28 يوما، ويتجدد الكبد كل 6 اسابيع، والدم يتغير كل 12 أسبوعا والعظام تتغير كل أربع سنوات، والجسم البشرى يتعرض للسمنة بسبب الأكل الخطأ أو السعرات الحرارية العالية، لأن هذا الأكل يتحول إلى دهون فى الجسم وزيادة الأحماض الضارة، والسمنة هذه تحمى الجسم من هذه الأحماض، والماء هو أحد المصادر التى تمد الجسم بالاكسجين، والطريقة السليمة لطهى الطعام (على البخار – فى الفرن – مسلوق – طازة) ويعد لبن الماعز هو أقرب الألبان للبن الأم. هذه هى فلسفة روبرت اويونج العلاجية المنتشرة فى الولاياتالمتحدةالامريكية، الحاصل على درجة الدكتوراه فى التغذية من جامعة «Claypon» كلية كولدج للصحة والتغذية من جامعة الابما بالولاياتالمتحدة، ويونج يشبه جسم الإنسان مثل (الحوض الذى تعيش فيه السمكة)، فلو وضع فى هذا الإناء مواد ضارة، كسكر أو زيت أو قمامة.. لا بد أن تتعرض هذه السمكة إلى المرض والموت.. والحل ليس هو علاج السمكة بالأدوية بقدر ما يكون الحل هو تنظيف الماء داخل الأناء. وتؤكد استشارى التغذية الحياتية قائلة: إذا التزم الإنسان بتناول الأطعمة الصحيحة فإن الجسم سيتخلص من الأحماض الضارة، وسيجد الإنسان أن لديه طاقة حقيقية منذ استيقاظه ولن يشعر بالأرق ليلا أو الصداع أو ألم المفاصل ولن يصاب بنزلات البرد أو القولون العصبى أوالكسل والأرق والسمنة والعصبية أو الاكتئاب وسيشعر بالراحة والسعادة والمزيد من الطاقة.