للحوم دور مهم في بناء أنسجة الجسم ومساعدته علي النمو، كما تعد مصدرا مهما للبروتين الذي يساعد علي تكوين الدم وبناءه وصيانته. يقول د. السيد محمود زميل التغذية الإكلينكية بالمعهد القومي للتغذية ان اللحوم من الأغذية عالية القيمة الغذائية حيث تحتوي علي البروتين الحيواني الذي يحتوي علي الأحماض الأمينية الأساسية، عنصري الزنك وفيتامين (ب12) المهم للجسم. ورغم ارتفاع سعرها المستمر إلا أنه لا يستطيع أحد الاستغناء عنها سواء كان مقتدرا أو فقيرا بل ويحرص علي وجودها علي موائد الطعام حيث يطلق على اللحم «سيد الطعام». ويحذر من عدم الإكثار من تناول اللحوم والاعتدال في تناولها لما لها من أضرار بالغة وخطيرة علي صحة الإنسان وخاصة كبار السن حيث تحتوي علي نسب عالية من الدهون المشبعة والكوليسترول الذي يمثل خطرا بالغا علي القلب والشرايين، فهي ليست المصدر الوحيد للبروتين فالجسم يحتاج أيضا إلي البروتين النباتي والفيتامينات والأملاح المعدنية، ويوجد أيضا بدائل أخري للحوم مثل الأسماك التي تعد مصدرا جيدا «للبروتين» والفيتامين وأيضا الأملاح المعدنية وهناك أيضا الدواجن والبيض ومنتجات الألبان. البروتين النباتي وتعد البقول بديلا بروتينيا نباتيا وصحيا عن اللحوم وخاصة لمحدودي الدخل حيث أنها قليلة التكلفة رغم أنها عالية القيمة في محتواها، ويفضل تناولها مع الأغذية التي تحتوي علي فتامين (ج) المتوافرة في الخضراوات والليمون الذي يساعد علي امتصاص البروتين والحديد الموجود في البقول، كما أنها تحتوي علي فوائد عالية القيمة مثل الألياف قليلة السعرات الغنية بالأملاح والفيتامينات الخالية من الكوليسترول. كما أن البقوليات تعد من الأغذية الصحية التي ينصح بتناولها في أثناء الحمية الغذائية وإنقاص الوزن لاحتوائها علي الصوديوم والبوتاسيوم مما يجعلها مناسبة للعديد من الأمراض. وللاستفادة من تناول اللحوم الحمراء أكثر يجب الالتزام بالكميات المحددة التي يصفها الطبيب المعالج أو اخصائي التغذية، في حالات مرض الكلي والكبد والنقرس، مع التخلص من الدهون وذلك عن طريق الطهي بالفرن أو السلق. وأخيرا يحذر من عدم تعرض أنسجة اللحم للهب المباشر عند الشواء، وعدم حرقها حيث يكون سببا في الإصابة بالأورام السرطانية، وأيضا ينصح بشراء اللحوم من مكان موثوق به وأن يكون لونها أحمر فاتح وردي وتكون أنسجتها متماسكة وإذا تم الضغط عليها بالأصابع لا تترك أثرا.تقول إحدي السيدات في سن الستين من العمر بحي شبرا وتتكون أسرتها من ثلاثة أفراد انها تشتري 2 كيلو لحم من جزار بالعتبة كل أسبوعين بالإضافة إلي 2 كيلو لحم مفروم، لأنها أفضل من اللحوم المجمدة، أما باقي الشهر يكون للسمك والفراخ. أما «روتشي» فقد عادت من أمريكا بعد قضاء عام وذلك لزيارة ابنتها، ولم تأكل اللحم طوال هذه المدة بسبب طريقة ذبح المواشي ولكن صحتها لم تتأثر لأنها استبدلت البروتين الحيواني بالنباتي. تفضيل الفراخ وتقول تهاني الأباصيري الموظفة بجامعة الزقازيق البعيدة عن القاهرة ان سعر اللحوم مرتفع مثل القاهرة، ولكن أبناءها يفضلون الفراخ عن اللحوم، ولهذا تذهب للجزار مرة واحدة في الشهر، وتشتري اللحوم المجمدة أو من معارض ببيعها بأسعار متوسطة.وتقول علا المنسي بالجامعة: انها تشتري اللحم مرتين في الشهر لأن بنتيها تفضلان الفراخ، أما هي فتفضل عرق الفليتو وتتفق مع تهاني أن الشباب يفضلون الأطعمة المصنعة من الفراخ أكثر من اللحوم، وتضيف علا أنها تشتري اللحم والمفروم من الجزار في العزائم بالمنزل لأنها تفضل طواجن اللحوم. لحوم الفقراء أما دعاء محمود عاملة كاشير بإحدي محلات الجزارة بمنطقة العتبة فتقول: يشتري البسطاء نصف كليو لحم سواء ضاني أو كندوز من قطع الدوش لأن سعرها أرخص عن باقي قطع الذبيحة.ويقول الحاج هاشم جزار بنفس المحل ان بعض السيدات يشترين كيلو إلا ربعا فرغم ضيق الحال إلا أنهن تعودون أكل اللحم البلدي ولكن لا يستطعن شراءها بكمية كبيرة، ويضيف أن أسعار اللحوم تتزايد يوما بعد يوم، ويري أن هناك من لا يفرق لديه ارتفاع الأسعار لكن لا يصل عددهم 7 أو 8 زبائن يوميا فقط.