(2 أوامر نابليون ) هناك فرق بين أن يكتب مؤرخ عن قائد أو زعيم وبين أن تقرأ للقائد أو الزعيم مايكتبه بنفسه. ومنذ بدأ نابليون بونابرت حملته العسكرية على مصر لآخر يوم وضع توقيعه على 2550 رسالة ( بين أول يناير 1798 و13 ديسمبر 1799) منها ألف رسالة لم يسبق نشرها وتضمنتها الترجمة الكاملة التى أصدرها المجمع العلمى المصرى مؤخرا فى مجلدين فاخرين. وتبدأ كل رسالة بتحديد نابليون موقعه الذى يصدر منه رسالته . فنجد الرسائل تبدأ من مقر القيادة فى باريس ثم تنتقل معه الى طولون فمالطه فغرب الاسكندرية على ظهر سفينة القيادة «لوريان» فالاسكندرية التى كتب أول رسالة منها يوم 4 يوليو 1798 وفيها يقول الى الجنرال ديزييه: تقدم بقواتك على طريق دمنهور واحتل كل المواقع الممكن أن تكون مفيدة لك ولقواتك من ناحية تزويدك بطعام الخيول والماء .سأترك لك قرار الهجوم على دمنهور والاستيلاء عليها أو أن تبقى على بعد فرسخين أو ثلاثة فى القرى المحيطة بها. سوف أبقى هنا بالاسكندرية طوال نهار الغد. احرص فى دمنهور على احترام المساجد وألا ترتكب اساءة الى الناس فى أقل الحدود الممكنة . ( الفرسخ مقياس قديم يبلغ نحو خمسة كيلومترات ) وفى اليوم التالى 5 يوليو يقول فى رسالة الى «الجنرال برتييه» رئيس أركان الجيش : كنت قد منحت المواطن أولريه وهو رقيب بالفرقة المختلطة 69 سيف الشرف الا أنه لم يتسلمه. أرجوك أن تكتب له وتخبره أنه سوف يتم تسليمه له عندما يكون فى وضع أكثر هدوءا وأنه سوف يتمتع بمزايا الحاصلين على هذا السيف وهى مضاعفة المرتب وعلاوات أخرى. وفى نفس اليوم يبعث رسالة الى الجنرال كافيريللى قائد سلاح المهندسين يقول فيها: أرجو أن تحيطنى علما بالتقرير الذى قدمه لك المهندس بفرقة الجنرال ديزييه عن الموقع الذى احتلته الفرقة وموقع الآبار وخزانات المياه فاذا لم يبين ذلك عليك بتعنيفه وتحذيره . اننى سأطلب تقريرا عن هذه الأماكن كل 24 ساعة . وهكذا بين أوامر العسكرية وتحريك القوات وتتبع كل فرد فى الحملة ومتابعة تنفيذ التوجيهات تتعدد الرسائل والمشاعر. [email protected] لمزيد من مقالات صلاح منتصر