فنان عاش مهموما بالفقراء.. ريشته سلاح تحدي به الظلم.. ولوحاته صرخة تطلع بها إلي تغيير المجتمع, انه عبد الهادي الجزار الذي ولد بحي السيدة زينب عام 1925وتوفي عام 1966 وهو في ريعان شبابه عن عمر 41 عاما. ورغم سنوات عمره القصيرة إلا انه جعل فنه رسالة تؤرق النظام السياسي الفاسد, كانت لوحاته تحمل هموم الطبقات المهمشة ويخرج منها الأمل علي استحياء مغلفا بلمسات من حزن عميق يكمن في وجدان فنان, ومن أشهر لوحاته الكورس الشعبي التي اعتقل بسببها وكانت هي المرة الأولي في تاريخ مصر يعتقل فنان بسبب لوحة مرسومة, عرضت اللوحة عام 1948 في معرض لجماعة الفن المعاصر التي أسسها مجموعة من الفنانين من ضمنهم الجزار الذي قبض عليه وصودرت اللوحة, واقفل المعرض, فتدخل محمد بك ناجي ومحمود سعيد وكانا من أشهر فناني هذا العصر ولهما نفوذ كبير فأفرج عنه وتعهدا الا يكرر أفعاله الهوجاء, وقد أعاد الجزار رسم اللوحة عام 1951 بعد اختفاء اللوحة الأصلية لتوضع في متحف الفن المصري الحديث بعد ثورة يوليو 1952 وحتي الآن. اللوحة زيت علي ابلاكاش مقاس 50*70 وهي تمثل مجموعة من البشر رجالا ونساء وأطفالا يقفون صفا حفاة, ملابسهم بالية وغريبة منهم المنقبة والعارية وذات الشعر الأشعث ورجال يرتدون ملابس النساء دليل علي ضعفهم وتتفاوت أعمارهم, أمامهم أطباق فارغة وكأنهم يقفون منتظرين من يضع فيها الطعام يظهر علي وجوههم البؤس والشقاء مستسلمين لقدر لا حول لهم فيه ولا قوة, واللوحة تعكس حالة الفقر والجوع التي وصل إليها المجتمع في هذا الوقت وبها إسقاط سياسي يدل علي فساد الحكم وتظهر شجاعة وقوة الفنان في مواجهة الظلم والفساد.